المرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت...وهي نصف المجتمع والنصف الآخر تربيه..والملاحظ في اعلامنا العربي ككل وإعلامنا الموريتاني بشكل خاص عدم اهتمامنا بقضايا المرأة..!.
كان من المفروض أن تكون هناك كاتبات موريتانيات يكتبن عن المرأة الموريتانية فهن الادرى بتشخيص الكثير من قضاياها التى مازالت مجهولة الى حد الآن..!!
وهذا مالم يتحقق إلى حد الآن على الرغم من بعض الكتابات الخجولة من هنا وهناك..
في السابق كتبت مقالات عن المرأة الموريتانية وماتتميز به عن نظيراتها العربيات مثل: هل يصلح النساء ما أفسده الرجال؟! وقد تناولت في المقال آنذاك تواجد المرأة الموريتانية في جميع مفاصل الدولة وكونها اصبحت قوة مسموعة الكلمة قد تحد من الفساد وسرقة المال العام ؟!
بل ان المرأة (التيريسية) ضربت مثالا في التفاني في العمل فهي مثالا للمرأة المنتجة الكادحة حيث تظهر المعارض في تيرس زمور عبقريتها وتألقها في مختلف المجالات التي ولجتها. على الصعيد الزراعي والحيواني.. والصناعي فقد تميزت جمعيات حلى النساء (لخرز) بدورها الرائد على المستوى المحلى والإقليمي....
ثم مقالا بعنوان: عندما تتكلم المرأة الموريتانية في المحظور عرفيا!!
حاولت من خلاله تشخيصا لواقع الزواج في المجتمع وتسيبه..ولجوء بعض النساء إلى الكلام عنه بل نشر صورهم على الشبكة العنكبوتية وهذا ماكان محظور عرفيا!!
تطرقت فيه لمكانة الموريتانية وكونها معززة مكرمة في بيتها ومجتمعها وعدم اكتراثها بالطلاق لأنها ستتزوج لاحقا عكس نظيرتها في العالم الا ان تسيب الزيجات وما يترتب عنه من تفكك للاسرة وعدم مبالاة الزوج بابنائه جعلت المرأة الموريتانية تدفع الثمن !!
نشرت بمواقع محلية وعربية..
وهي مقالات متطفل من غير اهل الاختصاص اردت بها لفت الانتباه إلى قضاياالمرأة:المجتمع فهي نصف المجتمع والنصف الآخر تربيه.!!
أما اليوم فسنحاول تطرق لموضوع يهم الجميع ذالك أن الأم الموريتانية مميزة بقدراتها الاستثنائية في القيام بمهام متعددة ومتنوعة كأم.
قد تشمل هذه القدرات القدرة على إدارة المنزل ورعاية الأطفال بشكل فعال مع القيام بأعمال أخرى كالعمل والدراسة وغيرها.
ينهض أبناؤها فإذا بوجبة الإفطار جاهزة، ولا تودعهم إلا محملين بوجبات غدائهم المعلبة. وثيابهم النظيفة وأدواتهم ...!!
بالنسبةللموظفة او العاملة في المكتب، تسلّم مشروعها في الوقت المناسب، من دون أن تتأخر دقيقة عن موعد مغادرة أطفالها للمدرسة. يعودون الى المنزل، فتدير دفة ما تبقى من اليوم بين الطبخ، والتنظيف، وحل فروضهم !!
الأمهات حقًا يتحدن القدرات الاستثنائية في إدارة المنزل ورعاية الأطفال بجانب أعباء العمل والدراسة وغيرها، ويبذلن جهودًا كبيرة لضمان نجاح عائلاتهن وتحقيق أهدافهن الشخصية والمهنية.
ومع هذا يدفعن الثمن غاليا خاصة في موريتانيا التي يبدوا أن الطلاق فيها أسهل من شربة ماء ذالك لاتوجد قوانين أو تشربع رادع فلوكانت المرأة تشترط المؤخر الذي يقدر بالملايين مثل الدول العربية والاسلامية الأخر لفكر الرجل ألف مرة قبل أن يقدم على الطلاق!!
ومن الأمثلة الكثيرة في عدم اهتمام الموربتاني بأبنائه بعد الطلاق تقول أم خليفة (لصحيفة السراج) إن طليقها لا يزور أبناءها إلا نادرا ولذا احتاجت لقتله ” على الورق” قائلة ” لا يزورنا إلا أحيانا نادرة ومنذ سنتين لم يزرنا.. ولذا فقد أحصيت أبنائي على ورقة شهادة وفاة لوالدهم”!
المجتمع الموريتاني يعتبر من أكثر المجتمعات تعرضا للظاهرة الطلاق لمسائل قد لا توجد إلا في موريتانيا منها أن المطلقة قد تتزوج عدة مرات وليس هناك ضمانات للزوجة كمؤخر الصداق تمنع الزوج من التمادي في الطلاق لأبسط الأمور..
(أخريات غيرها التقت بهن الصحيفة كلهن تعزو سبب طلاقها للخيانة و الزواج دون رضي والزواج المبكر وخلاف الزوجة مع أصهارها ونقص الإمكانيات المالية للزوج.).
ينعزل الزوج او الزوجة عن الحياة الاجتماعية ويعيش حياة مضطربة أو الارتماء في أحضان المحرمات والسعي وراء الشهوات والأمثلة كثيرة على ذالك رجال ونساء من جميع الأعمار لا هم لهم إلا قضايا الجنس والسمر والارتباط بهذا أو تلك..
ونسي هؤلاء أوتناسو أبنائهم من صغار السن فأول المشكلات التي تواجههم فقدان المأوى الذي كان يجمع شمل الأسرة وهنا سوف يحدث التشتت حيث يعيش الأولاد أو بعضهم مع أحد الوالدين والبعض الاخر مع الوالد الاخر..
والكارثة عندما يتزوج الأب بزوجة أخري والأم بزوج أخر فيبدأ الصراع خاصة اذا كان كل واحد من الزوجين له أبناء آخرين...
كما يؤدي هذا التفكك الى انحراف أفراد الأسرة خصوصا الأولاد والبنين والبنات فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها ينتج عن دلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي لأنه لم يعد هناك رقيب عليهم وتخلو لهم الساحة للبحث عن أيسر الطرق وأيسرها لتحقيق المراد...
رغم الفقر والظروف الصعبة التي تعيشها المرأة ألموريتانية ورغم الانفتاح الذي حدث مؤخرا ووجود هيئات ووزارة معنية بشؤون المرأة إلا أنها مازالت تخاف العرف والتقاليد...
فمجتمعنا مثل كل المجتمعات يقف بكل فئاته حارسا على قيمه وأعرافه، وهو مستعد لإقصاء من يخرج عليه ونبذه، ولذا فإن من المصادر الأساسية لمقاومة التغيير الخوف من الابتعاد عن القوانين التي يبنيها المجتمع. ومن الواضح أن الناس كثيرا ما يتضايقون من بعض العادات والتقاليد ويشعرون بعدم منطقيتها، لكن الخوف من العزلة الاجتماعية، هو الذي يجعلهم يمتثلون لها، حتى في الأمور الشخصية التي لا تتعلق بأهداف اجتماعية، ما دامت ممارستها تتم في إطار اجتماعي...
والحل يكمن في المصارحة والتشاور بين الطرفين والوصول الى حلول ترضي الجميع في مجتمع لا يقبل التعدد وان كان هذا لا يوافق الشريعة الاسلامية!!.
وقد شوهدت في الآونة الأخيرة زيجات تعدد للزوجات بموافقة الأطراف جميعا..وكانت تجربة ناجحة.. فكم من امرأة كادت أن تفارق الحياة بسبب من شدة الصدمة التي أصابتها حينما سمعت نبأ زواج بعلها؟!
لذا يجب احترام هذا الرباط المقدس لأن الزواج فطرة انسانية منذ وجود الانسان على هذه الأرض حيث يتم بناء الأسرة وتكون الطمأنينة والسكون العاطفي والاستقرار الأسري فكل أمة لها طريقتها في الزواج وهو القبول والقناعة بالطرف ألآخر وتكوين أسرة منظمة ملؤها المودة بين الرجل والمرأة.وجميل الوفاق الذي يهب الحياة طعم الحياة!
خاتمة: هناك قضايا هامة وملحة تواجه المرأة في المجتمع الموريتاني، لأداء دورها الحيوي والمهم.
يجب توعية الرجال لمساعدة هذه المرأة الخارقة وتغيير الواقع بشكل إيجابي. فتحقيق التوازن بين المسؤوليات المنزلية والمهنية للأم في المجتمع الموريتاني يتطلب جهوداً إضافية وتغييراً في العادات والتقاليد الاجتماعية. فكم رجل ترك ابنائه وبناته عند أمهاتهم ولم يسأل عنهم الا بعد أن أصبحوا رجالا ونساءا في سن الزواج!!