تحت أشعة شمس حارقة يقطع آمادو مسافة تزيد على 4 كلمترات يوميا من أجل الوصول إلى مدرسته والعودة منها، مهامة ستغدو أكثر مشقة مع حلول موسم القيظ وارتفاع درجات الحرارة، التي لاترحم يجد الطفل ذي العشرة أعوام سلوى في التحدث إلى أترابه من نفس الحي لكن حرارة الهاجرة لا تترك لهم فرصة لاستعادة الذكريات ليغذوا الخطا آملين الوصول في أسرع وقت محتمين بظلال الأشجار الشحيحية على جنبات الشارع المسفلت والذي يصبح أشبه بصفيح ساخن تحت شمش الهاجرة..
في قرى الضفة ومثلث الفقر أطفال كثر يفدون إلى مدارسهم من مسافات بعيدة يستفيد بعضهم من مبادرات خصوصية لتوفير وسيلة شبه عمومية للنقل، والمحظوظ منهم من يركب العربات التي تجر على ظهور الحمير، فيما يمني آخرون أنفسهم بقرب انتهاء العام الدراسي وحلول العطلة الصيفية والتجاوز إلى مستويات دراسية جديدة، أمنيات عكرها هذا العام قرار السلطات تمديد العام الدارسي، وتنظيم الامتحانات النهائية في أوج موسم الصيف وارتفاع الحرارة في الداخل الموريتاني!!