لا تعتمد موريتانيا على الغاز والنفط وحدهما لتعزيز نموها الذي سيبلغ 14.3٪ وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي وهو أعلى معدل في أفريقيا عام 2025، بل هنالك أيضًا الطاقات النظيفة، وخاصة الهيدروجين الأخضر. ويشارك الأميركيون و الأوروبيون في هذا المجال باستثمارات هائلة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، وضعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، خطة "فريق أوروبا" في المسار الصحيح. ويتعلق الأمر بتعزيز الاستثمار في التحول في مجال الطاقة والتخلي عن الكربون في صناعة الاقتصاد الموريتاني. وهذا أمر جديد.
وستكون الطاقة الخضراء حقيقة واقعة في هذا البلد الواقع غرب أفريقيا والذي يقل عدد سكانه عن 5 ملايين نسمة. وهو مشروع ذو مردودية معتبرة. و قد قع وزير الطاقة والناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، ناني شروقه، أمس الخميس 25 أبريل، بالأحرف الأولى على 3 مذكرات تفاهم مع شركات أوروبية لإنشاء مشاريع الهيدروجين الأخضر. وجاء التوقيع على هامش زيارة وفد من الشركات والفاعلين الأوروبيين في ذلك القطاع للعاصمة الموريتانية نواكشوط.
لقد ذهب كل هؤلاء بالكثير من الأفكار الجميلة في مجال الطاقة حول الفرص التي يوفرها هذا البلد الشاسع الذي تبلغ مساحته 1.030.700 كيلومتر مربع. وخاصة الهيدروجين الأخضر الذي يراهن عليه الأوروبيون. و تم توقيع أول مذكرتين للتفاهم مع شركات إسبانية وتنص على إنشاء وحدة لإنتاج الصلب الأخضر بالإضافة إلى مشروع تجريبي للهيدروجين.
أما الاتفاقية الثالثة فقد أبرمت مع شركة إيطالية لاستغلال إمكانيات موريتانيا في مجال تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي.
وتنضاف هذه الشراكات إلى عدة اتفاقات في مجال الهيدروجين الأخضر تم توقيعها خلال السنوات الثلاث الماضية. ومثل مصر والمغرب، يجب أن تؤخذ موريتانيا في الاعتبار أيضًا. وتشارك الشركات الأوروبية باستثمارات كبيرة جدًا في هذا المشروع الهادف الى استعمال الهيدروجين الأخضر لإزالة الكربون من صناعة القارة العجوز.
ويلاحظ أن موريتانيا كشفت مؤخرا عن خارطة طريق ومدونة تتعلقان بالهيدروجين الاخضر و سيعلن عنهما رسميا نهاية هذا العام. والبلد جاهز للتوجه نحو طاقات الغد وصناعة المستقبل...
https://www.tunisienumerique.com/la-mauritanie-joue-dans-la-cour-de-legy...