في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منا إلى إطلاع متابعينا الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع أحد مهندسي العمل الاقتصادي والتنموي بالبلد، ممن خبروا دروب العمل التنموي والتنمية المحلية، نحاوره ونستجلي من خلاله ما وراء الخبر، في لقاء شامل يتناول واقع وآفاق العمل البلدي، وأبرز معوقات ومشاكل العمل المحلي، بالنسبة لبلديات نواكشوط ومثيلاتها بالمدن والأرياف، كما يتطرق الحوار إلى ما تم إنجازه وما سيتم على مستوى بلدية تفرغ زينه، التي تعتبر من أهم بلديات مقاطعات نواكشوط، إن لم تكن أهمها من الناحية الاقتصادية والسياسية، ذلك أن أكبر وأهم النشاطات الاقتصادية التي تجري بالعاصمة نواكشوط تجري بالحيز الجغرافي لهذه البلدية، إضافة إلى وجود عديد المرافق والمصالح الحكومية بها، وكذلك مراكز الشركات والبنوك والمؤسسات المالية الفاعلة بالبلد؛ مما تكتسب هذه البلدية به أهمية كبيرة حيث يمكن اعتبار مقاطعة تفرغ زينة العاصمة السياسية والاقتصادية بجهة نواكشوط.
فأهلا وسهلا بضيفنا العمدة الطالب المحجوب.
موقع الفكر: في البداية نود منكم تعريف المشاهد بكم من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد والوظائف التي تقلدتم؟
العمدة الطالب المحجوب: في البداية أنا أتشرف بهذا اللقاء من أجل التعرف على هذا المرفق العمومي الهام الذي يحتل مكانة أساسية بالنسبة لعاصمة بلدنا، أما فيما يتعلق بالتعريف فالاسم هو الطالب المحجوب مهندس إحصاء رئيسي، وقد قمت في السابق بنشاطات مهنية في إطار مشواري المهني بالمكتب الوطني للإحصاء، وفي ذلك المكتب بدأت مشواري المهني كموظف ثم رئيس مصلحة ثم رئيس مدير..الخ.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى وكالة تشغيل الشباب مديرا لمرصد التشغيل، ثم رجعت للمكتب الوطني للإحصاء مديرا عاما مساعدا، وأنا الآن مستشار الحكم الرشيد لدى وزير الاقتصاد والقطاعات الانتاجية وتم انتخابي سنة 2018م. عمدة لبلدية تفرغ زينة.
هذا باختصار هو مشواري المهني.
موقع الفكر: حبذا لو حدثتمونا عن الوضعية العامة لبلدية تفرغ زينة؟
العمدة الطالب المحجوب: على كل حال بلدية تفرغ زينة من البلديات المهمة في البلد بوصفها هي الواجهة السياسية والإدارية للبلد بشكل عام وللعاصمة بشكل خاص، وإن كانت مقاطعة تفرغ زينة من بين 9 مقاطعات بالعاصمة لكن لديها خصوصية باعتبار أن فيها مؤسسة رئاسة الجمهورية، وفيها الكثير من الوزارات ومقرات التمثيليات الدبلوماسية، والمنشآت الإدارية الكبرى، والأسواق والمستشفيات المركزية والبنوك والمطار والملعب الأولمبي..الخ. إذن فبلدية تفرغ زينة تعتبر القلب النابض للعاصمة؛ مما يسبب ضغطا كبيرا عليها؛ فعدد سكان هذه البلدية يبلغ حوالي 65 ألف نسمة، لكن هذا الرقم لا يعكس حقيقة الواقع الذي تعيشه البلدية؛ لأن ثلثي سكان العاصمة تقريبا يدخلون هذه البلدية يوميا؛ مما ينعكس على خدمات النقل والصحة والتعليم..الخ.
مع أن هذه المعطيات ليست مأخوذة بالاعتبار في تسيير المدينة لكن نحن نعلم أنها مهمة؛ لأن أغلب المواطنين يدخلون هذه البلدية يوميا إما بغية ممارسة نشاطات اقتصادية أو استشفائية أو إدارية..الخ. وهذا يولد ضغطا كبيرا على هذه البلدية، وعلى هذا الأساس أكثر ما نعاني منه هو الكثافة البشرية في بعض الأماكن، خاصة منطقة العيادة المجمعة التي كانت ساحتها مستحلة بشكل كامل، وأقمنا لها -ولله الحمد- حملة خاصة، وقمنا بحملة لتنظيفها، وقمنا بفتح طريقها حتى تتمكن السيارات من المرور، وقد أصبحت هناك حياة طبيعية يمكن لمن أراد السير على الرصيف أو من أراد أن يمارس نشاطه كمقاول أو مستثمر أن يجد الفرصة لذلك، وكانت تلك الحملة ناجحة وبدأت تؤتي أكلها وأصبح الجميع يدرك أنه لا يحق لأي شخص ممارسة أي نشاط إلا في مكان مرخص له، كما قمنا كذلك بفتح ممرات الأسواق لأنها كانت تواجه الكثير من المشاكل فقد كان من الصعب الوصول إلى وسط السوق في حال وقوع حريق لا قدر الله.
ومن أكبر المشاكل التي نعاني منها مشكل ضغط مدينة بأكملها على بلدية واحدة وهذا أرى أنه ينبغي أن تتم مراجعته في المستقبل حتى تكون هناك أسواق متخصصة، وهناك الكثير من المشاكل ونتعامل معها بواقعية كبيرة نظرا لطبيعة المواطنين خصوصا من لديهم وضعية اقتصادية خاصة تفرض أن يتم التعامل معهم بطريقة خاصة.
موقع الفكر: كيف تواجهون مستغلي الدمين العام بشكل غير شرعي؟
العمدة الطالب المحجوب: نحن نعتبر أن أغلب المنشآت الاقتصادية توجد على مستوى هذه البلدية مثل الأسواق الكبيرة وتلك الأسواق في الغالب يدور حولها الكثير من الباعة الجائلين، وهؤلاء من الصعب القضاء عليهم بشكل نهائي لكن لا نقبل أن يضع هذا البائع المتجول تجارته في مكان ثابت؛ لأن ذلك يتسبب في إغلاق الطريق، فظاهرة البائع المتجول نتاج عقلية التاجر الموريتاني، ذلك أن أغلب التجار عندنا حوانيتهم مجرد عناوين، فهم يتعاملون مع بعض الباعة المتجولين، ويسلمونهم بعض البضاعة، لبيعها وفي المساء يرجعون إليهم للحساب معهم حول ما تم بيعه، وهذه المعلومة تحصلنا عليها من خلال دراسة قمنا بها في هذا المجال ووجدنا أن التاجر الموريتاني هو الذي يصنع البائع المتجول، ونحن على كل حال نظرا لأن هؤلاء فئة من السكان مهمة ينبغي أن تجد حقها في العيش قمنا على مستوى المجلس البلدي بوضع فكرة وهي أن نجعل لهم مكانا خاصا بهم ونحرسه وعرضنا عليهم تلك الفكرة لكنهم لم يستجيبوا لها؛ نتيجة لأنهم لا يتحكمون في قراراتهم وإنما الأسواق الداخلية هي التي تخلقهم، على كل حال هذه الظاهرة ينبغي أن ينظر فيها حتى تتم معالجتها بصفة نهائية لأنها ظاهرة مشينة وتزيد الاكتظاظ على الأسواق.
موقع الفكر: ما تأثير التقاطع بين دور البلديات ودور المجالس الجهوية؟
العمدة الطالب المحجوب: على كل حال المجالس الجهوية تجربة جديدة، وتعتبر هيئات من اللامركزية المهمة جدا لكن البلديات مهمة أيضا، وأرى أنه ينبغي أن يكون هناك تقويم للبلديات حتى يتم خلق المجالس الجهوية على ضوء المشاكل التي عانت منها البلديات، أما بالنسبة للقانون والصلاحيات فلا يوجد تداخل بين صلاحيات البلديات والمجالس الجهوية، فالبلديات لديها حيزها الذي تعمل فيه مثل الصحة والتعليم، أما المجالس الجهوية فلديها بعض التدخلات في الاستثمارات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى مثل الطرق والمياه والمدراس في بعض مستواياتها، وكذلك المجالس لا تأخذ الضرائب لأن ذلك من صلاحيات البلديات لكن تعوضهم الدولة عن ذلك؛ فنحن لا نعتبر أن هناك تداخلا بين البلديات والمجالس الجهوية، وإنما هناك تعاون بينها حتى يقع التكامل بالنسبة لعصرنة المدينة واستهداف الأمور التي تهم الساكنة من حيث المياه والصحة والتعليم، وهناك تكامل من حيث التخطيط بصفة عامة.
موقع الفكر: ما تقويمكم لتعاطي السلطات المحلية معكم؟
العمدة الطالب المحجوب: اللامركزية في موريتانيا مرت عليها 30 سنة لكن للأسف لا يمكن أن تتطور البلديات ما لم تعط لها استقلالية تامة بحيث يمكنها أن تقوم بتدخلاتها دون اللجوء للشرطة أو الحاكم، وهذه مسألة نعاني منها وقلناها مرارا وتكرارا وأمام رئيس الجمهورية، وأعتقد أن هناك استراتيجية جديدة لدى الحكومة حول تطوير اللامركزية ومن ضمنها جميع النقاط التي تعاني منها اللامركزية ومن أولها مسألة الشرطة البلدية؛ لأننا نعتقد أن البلدية لا يلزم أن تكون مرتبطة بالشرطة، بل ينبغي أن يكون هناك سلك أمني معروف تابع للبلدية ويقوم بعمله. وهناك أيضا حركية كبيرة ستقوم بها الدولة من شأنها أن تطور اللامركزية، وهنا أيضا مجلس جديد يسمى المجلس الأعلى للامركزية يترأسه الرئيس ويحتوي على 12 عمدة حسب ما أظن وبه 9 وزراء وسيعلي من شأن اللامركزية إن شاء الله.
موقع الفكر: ما أهم الأهداف القصيرة والمتوسطة التي تودون تحقيقها؟
العمدة الطالب المحجوب: نحن بالنسبة لنا بلدية تفرغ زينة بلدية مهمة من الناحية السياسية والإدارية والاقتصادية وعلى ذلك الأساس يسكنها أغلب الأغنياء، لكن فيها الكثير من الفقراء أيضا، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يقع توازن بين الفئتين من حيث تحسين ظروف العيش بالنسبة للفقراء وتحسين الإطار العام للرفاهية بالنسبة للأغنياء الذين يريدون الساحات الكبرى العمومية والساحات الخضراء وينبغي أن يحقق لهم ذلك لكن ينبغي أن لا نغفل أيضا عن الفقراء والضعفاء حتى يكون هناك توفيق بين الأمرين، نحن أيضا نولي أهمية خاصة للتعليم لذلك أول ما قمنا به هو مشروع لدعم التعليم وكانت نتائجه جيدة، حيث قمنا بترميم 3 مدارس من المدارس التي كانت تعاني من ضعف في الأداء و تهالك في البنيةالتحتية كمدرسة ابن سيناء، ومدرسة الشافي ومدرسة إيلوكا، وقد وضعنا لهم برامج وتعاملنا مع خبير تربوي معروف على المستوى الوطني وكلفناه بموضوعهم، وقمنا بتنسيق ثلاثي بين البلدية ورابطة آباء التلاميذ والطاقم التربوي حتى نتمكن من متابعة التلاميذ سواء في المدرسة أو في البيت وقلنا لهم إننا مستعدون لدعم الطاقم التربوي ماديا وأن نوفر للتلاميذ الكتب والدفاتر وكذلك الزي المدرسي الموحد، وهذه المدارس الثلاثة أجرينا لها تقويما وفق للبرامج التي وضعناها لها ووجدنا نسبة النجاح في امتحان دخول السنة الأولى الاعدادية قد ارتفعت بنسبة 12%، وعلمنا أن الموضوع بدأ يثمر وناقشنا الأمر مع آباء التلاميذ فإذا بهم يلقون أهمية للموضوع وقمنا بتعميم البرنامج على جميع المدارس في البلدية، وسنتابع الأمر إن شاء الله وفي نهاية السنة سنجري لهم تقويما حتى نعلم ماذا طرأ من تحسينات، كما سنقدم دروسا تكميلية قبل نهاية السنة الدراسية، وقبل أسبوع أو أسبوعين من الآن أجرينا تنسيقا ثلاثيا مع آباء التلاميذ والطاقم التربوي من أجل الاطلاع على النواقص والثغرات التي يمكن التغلب عليها في هذا المجال، وأرى أن هذا البرنامج من أهم البرامج التي نعول على دورها في الرفع من مستوى التعليم، فنحن لدينا مخطط رئيسي 2021-2023 مدون في كتاب، ويتضمن جميع المشاريع التي نود إنجازها وقمنا بتقديمه للمجلس البلدي وسنبدأ إن شاء الله بتنفيذه من جميع جوانبه التي تهم الساكنة ومنها التعليم والصحة والصرف الصحي والساحات العمومية الخضراء.. الخ. هذا البرنامج فعلا برنامج مكلف ونحن الآن ليس لدينا سوى إمكانياتنا الذاتية لكن سنتقاسمه مع بعض الممولين حتى نجد الدعم من أجل تنفيذه وحين ينفذ سيعود إن شاء الله بالخير على الساكنة بشكل ملموس.
موقع الفكر: ورثت البلديات بعض مصادر الدخل بعد إلغاء المجموعة الحضرية فكيف كان انعكاس ذلك إيجابيا على العمل البلدي؟
العمدة الطالب المحجوب: هذا مهم فعلا لأن أي بلدية ليست لديها مصادر لا يمكنها أن تنجز شيئا، ونحن في بلدية تفرغ زينة نهتم بفئة الشباب ودعم الشباب والرياضة، في جميع المجالات الرياضة سواء كانت كرة القدم أوالكرة الحديدية أوالكرة الطائرة الخ.. فنحن في البلدية ندعم جميع الرياضات لأن فئة الشباب في بلادنا بصفة عامة تمثل الأكثرية ومن لم يهتم بتأطيرها ودعمها يمكن أن تكون عائقا له وعبئا كبيرا عليه في المستقبل.
وقد تنوعت إيرادات البلدية المالية بعد إلغاء المجموعة الحضرية، حيث ورثت عنها البلديات عدة مصادر جديدة للدخل، وهذه المصادر التي ورثناها فعلا مصادر جديدة لكن أريدكم أن تعلموا أن ضرائب البلدية ضرائب صعبة، فالدولة إنما منحتها للبلديات لصعوبة تحصيلها، بالنسبة للطن المفرغ لم يصر إعطاؤه رسميا فإعطاؤه كان ينتظر إصدار مقرر به وإن كنا حصلنا عليه لسنة، لكنه مازال ينتظر صدور مقرر به حتى يتحدد نصيب كل بلدية على وجه الدقة، وأقول لكم إن البلديات في جميع بلدان العالم أول شيء ينبغي أن تعتني به هو النظافة وهذا الجانب لا يتوفر في بلديات نواكشوط، هذه النظافة جعلت عليها ضريبة على مستوى الطن المفرغ كفيلة بتغطيتها، والبلديات أخذت منها النظافة وأعطيت لشركات خصوصية ونحن ما زلنا نطالب بها ونقول إنه ينبغي أن يتم تصحيح هذا المسار؛ لأنه ليس من الطبيعي أن تكون البلدية لا تعنيها النظافة.
والمصادر الأخرى التي جاءتنا بعد إلغاء المجموعة الحضرية تحتاج الكثير من العمل مع أنها في السنة الأولى لم تأت لبلدية تفرغ زينة وحدها وإنما أتت لجميع البلديات كل حسب حيزه الجغرافي، فضريبة العقار وضريبة المهنة في كل بلدية، لكن هذا لابد له من تحضير كبير وأن يتم إحصاء للمنشآت الادارية والسكنية ويحتاج ذلك الإحصاء نصف سنة أو أكثر حتى يتحقق وبعد تحققه ستبدأ جبايته وجبايته أمر صعب لأن المواطنين سيقولون إنها ضريبة جديدة؛ لأن المجموعة الحضرية للأسف لم تكن تقوم بعملها بشكل شامل وإنما كانت تركز على مقاطعتي تفرغ زينة ولكصر وتترك المقاطعات الأخرى وهذا لا ينبغي لأن زملاءنا في توجنين حين أرادوا أخذ الضريبة قيل لهم إنهم قاموا بشيء جديد، وهو ليس كذلك لكن المجموعة الحضرية كانت تقتصر على قلب العاصمة وتترك الأطراف، وهذه المسألة عانينا منها كثيرا فتفرغ زينة كانت من أوائل البلديات التي أجرت "الإحصاء العقاري"، فقد أنهيناه نهاية 2019 وبدأنا الآن بالجباية ويمكنني أن أقول لكم إن عملية الجباية حرب مع المواطنين، فينبغي أن تكون نسبتها معروفة في قانون الضرائب وهي 8% من الدخل السنوي للمبنى وحين تنظر إلى هذا الأمر ستجد أنه من غير المعقول أن يوجد حانوت يمكنه دفع 10 آلاف للسنة، ونحن قمنا بضبضه وأجرينا له إحصاء نرى أنه ملموس ولولا أننا وجدناه ما كان بإمكاننا أن نقوم بشيء فهذه المجهودات التي قمنا بها نعتبر أنها بفضل هذه الجبايات التي هي نتيجة للكثير من التحسينات لكن ما يزال هناك الكثير من الإجراءات على مستوى الإدارة والخزانة العامة نسعى لتحسينه بغية توظيف الأموال المتحصل عليها بسرعة في المستقبل إن شاء الله.
موقع الفكر: في إطار الاهتمام بالشباب هل تدعم البلدية رالي العلوم؟
العمدة الطالب المحجوب: التعليم كله بالنسبة لنا "رالي" وندعمه وربما شاهدتهم في السنة الماضية أن البلدية كانت توفر الفطور للتلاميذ أيام امتحان دخول السنة الأولى الإعدادية في جميع مراكز الامتحان، نحن الذي يعنينا فقط هو التعليم الأساسي و "رالي" في شكلها الحالي يتم تنظيمها في التعليم الثانوي لكن ما يقع في التعليم الاساسي من مسابقات نقدم له كامل الدعم المادي في جميع إجراءاته.
موقع الفكر: ما أهم الإنجازات التي قمتم بها خلال الفترة الماضية؟
العمدة الطالب المحجوب: إنجازاتنا في الفترة الماضية أول شيء ملموس فيها هو مشروع التعليم، وثاني شيء هو الاهتمام بالساحات والملاعب العمومية بالإضافة لدعم بعض المنظمات التي تهتم بالفئات الخاصة مثل أصحاب التوحد، كما أننا ننظم نشاطا سنويا حول تنظيف الشاطئ كما نقوم بتدخل دائم في ما يسمى تعقيم المدارس خصوصا في ظروف انتشار كوفيد19 فقد تدخلنا فيها الكثير من التدخلات كنا نقوم بتعقيم شبه أسبوعبي تقريبا لجميع الأسواق والمدارس الموجودة في حيزنا الجغرافي.
كما قمنا بالكثير من الدعم المادي للفئات الهشة وعندنا هنا على مستوى البلدية صيدلية توفر بعض الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة مثل أمراض الاعصاب وضغط الدم.. الخ. وهذه موجودة ولدينا هنا فئات تتابع معنا هذا الأمر ونسلمهم الدواء بشكل مستمر، كما نعالج بعض مشاكل الأجانب التي تقع على مستوى حيزنا الجغرافي ومن ذلك قضية المغاربة الذين بقي بعضهم عالقا هنا أيام أزمة " الكركارات" فقد تدخلنا لمتابعة أوضاعهم، كما قمنا ببعض التدخلات فيما يتعلق بالأمطار نتيجة لنقص الصرف الصحي عندنا بعض المناطق المنخفضة التي تعاني بسبب الأمطار، فقد قمنا بالكثير من التدخل على مستوى الردم وفتح الطرق، بالإضافة إلى دعم المدارس من ناحية الطاولات والترميم، على كل حال وبصفة موجزة نحن نعتبر أن إنجازاتنا في السنة ونصف الماضية تتركز أساسا في التعليم ومكافحة الوباء بالتحسيس بشتى الوسائل وكانت بلدية تفرغ زينة من أوائل البلدياع التي قامت بذلك، ولدينا تقرير سنوي يتناول المنجزات وهو موجود على الانترنت إذا كنتم تودون الاطلاع عليه ويمكن أن أعطيكم نسخة منه، هذا بصفة مختصرة حول الانجازات التي قمنا بها في الفترة الماضية
موقع الفكر: ما رأيكم في وكالة تآزر؟
العمدة الطالب المحجوب: قبل أن أتحدث عن تآزر أود هنا أن أنتهز الفرصة لأشكر مستشاري بلدية تفرغ زينه؛ لأن البلديات -كما ترون المسار الذي أصبح فيه العمد والمستشارين- لم يعودوا كما هم في السابق وإنما أصبحوا طبقة مثقفة تمثل الساكنة بشكل عام، ولذلك أود أن أشيد بالمجلس البلدي لبلديتنا الذي يضم الكثير من الأشخاص الأكفاء الذين يساعدنونا بتفكيرهم وأداهم المتميز وجميع ما قامت به البلدية لا يحسب لشخص واحد وإنما يحسب لأعضاء المجلس البلدي بشكل عام سواء كانوا معارضة أو موالاة.
أما فيما يتعلق بتآزر فهي مؤسسة جديدة معنية بمسايرة الضعفاء وإعانتهم ونحن كنا -للأسف- ضد تدخلها الأول؛ لأننا نرى أن المنهجية التي اعتمدت لم تكن منهجية سليمة، فقد كانوا يتعاملون مع بعض منظمات المجتمع المدني وأنتم تعلمون طبيعة المجتمع المدني في موريتانيا فأهله مجرد أشخاص يلعبون على وتر المصلحة ولا يهتمون بما يلامس مشاكل المواطنين بشكل مباشر، وتآزر كانت تعتمد بعض اللوائح من طرف هؤلاء المنظمات على أساس أن أهلهم فقراء وقد نددنا في رابطة عمد نواكشوط التي يرأسها عمدة تيارت بهذا التصرف وذكرنا أنه غير لائق ويضر أكثر مما ينفع..
فجميع البلديات تستقبل المواطنين يوميا لطرح مشاكلهم ولا توجد بلدية إلا ولديها قاعدة بيانات تحتوي على الفقراء والضعاف من ساكنة البلدية وبالتالي كان الأحسن لتآزر أن تتعاون مع البلديات في هذا المجال وتطلع على قاعدة بياناتها وتقوم بتدقيقها بشكل ملموس حتى تجد فيها ما هو موافق لمعاييرها، جدير بالذكر أن الوكالة في النهاية تعاملت مع البلديات في ما تبقى من عملية التوزيع وإن كانت نسبة التعامل قليلة، فبعد أن قدمنا ملاحظاتنا على توزيعات تآزر كانت قد بقيت 7000 من أصل 30000 من توزيعات تآزر ، فتم إشراكنا فيها؛ لذلك كانت نسبة تعاملنا مع تآزر قليلة، وأرى أن الأمور قد تحسنت لأنهم ذكروا أنه في المستقبل سيكون هناك تنسيق مع البلديات، مما يؤكد أنهم لاحظوا أن تجربتهم مع المجتمع المدني لم تكن ناجحة وخلقت الكثير من المشاكل؛ لأن الساكنة والضعفاء في النهاية سيرجعون إلى البلديات أملا فيها وهذا هو المنطقي؛ فما لم تعلمه البلدية لن تعلمه جهات أخرى هدفها المصلحة الشخصية فقط، ونرى أن المنهجية الجديدة التي تم اعتمادها فيها تشارك مع البلدية وبإمكانها أن تحسن الأداء إن شاء الله.
موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟
العمدة الطالب المحجوب: في الأخير أتشرف بلقائكم ونرجو أن يتعاون الجميع من أجل تحسين خدمة البلديات؛ لأن البلدية مرفق عمومي ينبغي أن يؤمن به الساكنة والسلطات العمومية؛ لأن اللامركزية تمنحها السلطات العمومية أو تمنعها، ونحن نعاني من بعض النواقص والاختلالات نريدها أن تتسحن من ناحية الصلاحيات ونقل الصلاحيات على مستوى البلديات وهذا ضروري ونود التذكير به، ولابد من التنبيه على أن ندرك أن ارتباط المواطنين الدائم ينبغي أن يكون في الغالب مع بلديتهم، فمن أراد أن يخطو أي خطوة أو يقوم بأي مشروع ينبغي أن يخبر البلدية فنحن للأسف لدينا ثقافة وهي أن البعض يقوم بفتح مشروعه أولا ثم يأتي بعد ذلك لطلب الأذن في حين أننا قمنا بمداولة على مستوى المجلس البلدي تمنع مباشرة العمل دون إذن مسبق وأخذ ترخيص له، فهذا ما نود أن نحث المواطينين عليه، ونذكرهم بأنه لا عذر لأحد في جهل القانون، وأود كذلك أن أوجه للمواطنين نداء خاصة من أجل التعاون مع البلدية، فالبلدية مرفقهم منهم وإليهم، فالبلدية لا تريد إزعاج المواطنين، بل تهدف للتحسين من واقعهم ولن يكون ذلك إلا عبر قوانين ونظم يمكن أن تستمر، فاحتلال الساحات العامة غير لائق، ومن أراد استغلالها مؤقتا لديه بعض الطرق، عليه أن يقدم طلبا لذلك وأن يكون النشاط المقام به بطرق ونظم معروفة.
هذا ما أطلب تعاون المواطنين فيه وأطلب منكم أنتم بصفتكم صحافة أن تقوموا بتوعيتهم في هذا الإطار. وشكرا.