سربت المخابرات الأمريكية بتواصل ونتسيق مع إسرائيل، حسب قناة "فرانس24"، خبرا يفيد بأن يحي السنوار، القائد العسكري الكبير في حماس، يوجد في رفح رفقة عدد معتبر من الرهائن الإسرائيليين يتحصن بهم كدروع بشرية ضد أسرائيل.
ويتبادر فورا إلى الذهن ملاحظات تثير تساؤلات من حيث صدقية هذا الخبر وتأويلاته:
1. لو كانت المعلومة صحيحة ودقيقة- أي إن كانت إسرائيل تعرف حقا أين يوجد السنوار- فماذا تنتظر للقضاء عليه، وهي ذات السجل الحافل باغتيالات وتصفية من تعتبرهم اعداء، داخل فلسطين وخارجها؟
2. هدفان من وراء هذا التسريب، أحدهما أعلامي وسياسي والثاني عسكري وتكتيكي:
أ- الهدف السياسي : تبرير الهجوم الأسرائيلي البري على رفح وما ينجم عنه حتما من إبادة للمدنيين ومن تدمير وخراب لممتلكاتهم العامة والخاصة. مع توفير غطاء غير معلن لتأجيل توقيع الصفقة مع حماس ولغرس الأشواك في سبيل أي هدنة في غزة، طبقا للاهداف الشخصية لنتنياهو الرامية إلى مواصلة الحرب وارضاء لحلفائه من الصهاينة المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية.
ب- الهدف العسكري والتكتيكي: قد يكون متعدد الاوجه. منها محاولة دفع القادة العسكريين للمقاومة الفلسطينية في رفح إلى التحرك وتغيير مواقعهم وتعريضهم بذلك إلى أخطار الاعتراض والكشف من طرف القوات الإسرائيلية واعوانها. كما أن الخبر قد يُنظر إليه من زاوية مغايرة تماما لما هو معلن. إذ لا يُستبعد أن يدخل في سجل المناورات الاستخباراتية التضليلية ؛ بمعنى أن المخابرات الإسرائيلية تتبًَع السنوار في منطقة أخرى غير رفح وتحاول لفت الأنظار عنها عبر تسريبات استخباراتية كاذبة. وكلنا نتذكر على نفس المنوال كيف ضلل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية القوات النازية لما اوهموا هيتلير واركانه بأنهم يحضرون انزالات برية وبحرية في النرويج وفي منطقة با دي كالي (Pas-de-Calais) الفرنسية بينما هدفهم الحقيقي كان عملية الانزال الكبيرة والشهيرة التي حققوها في نورماندي.
3. ليست هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن موقع "يتواجد فيه السنوار" حسب مخابراتها، وأنها تتبعه بكل ما أوتيت من قوة. بل قال نتنياهو منذ شهرين تقريبا أنهم قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه.
هل تتكرر كذبتهم وخيبة أملهم من جديد؟