دعت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف أمس الجمعة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين معتبرة أن "النكبة هي عملية مستمرة أثرت على الشعب الفلسطيني لأجيال عديدة".
جاء ذلك في فعالية استضافتها اللجنة الأممية لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية للعام الثاني على التوالي تحت عنوان "1948-2024: النكبة الفلسطينية المستمرة" وذلك في مقر المنظمة.
وقال رئيس اللجنة والممثل الدائم لدولة السنغال لدى الأمم المتحدة شيخ نيانغ في كلمته "إن ما شهدناه على مدى الأشهر السبعة الماضية والذي تم بث معظمه على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم وحتى من قبل الضحايا أنفسهم لا مثيل له في التاريخ الحديث".
وأضاف نيانغ "شهدنا احتلالا إسرائيليا ومصادرة للممتلكات الفلسطينية وحرمانا من الحقوق واعتقالات تعسفية بما في ذلك للأطفال واستخداما وحشيا وغير متناسب للقوة واستغلالا للقدس الشرقية" مشيرا إلى أن "نكبة اليوم هي تكرار لنكبة 1948".
وشدد على أن انتهاك الأعراف من قبل مجموعة ما لا تبرر انتهاكات القانون الدولي والأعراف من قبل مجموعة أخرى في حين يبدو مرتكبو الجرائم محصنين من المساءلة.
وتابع رئيس اللجنة أن "هذا وقت مظلم بالنسبة للعدالة الدولية وللمساءلة بموجب القانون الدولي وللنظام الدولي القائم على القواعد والذي تأسست هذه المنظمة لدعمه".
وشدد أيضا على "ضرورة ضمان احترام الأعراف التي وضعناها لأنفسنا ولدول العالم وأن هذه القواعد تنطبق على الجميع وألا أحد فوق القانون وأن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والأعراف الدولية يجب أن يكون لها عواقب".
ولفت إلى الدور الرئيسي الذي تؤديه اللجنة الأممية عبر الدعوات التي توجهها في مختلف المحافل بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة وفعاليات مثل تلك التي يتم عقدها اليوم فضلا عن الزيارات ذات الصلة التي ينظمونها.
وناشد الممثل الدائم لدولة السنغال لدى الأمم المتحدة المجتمع الدولي والدول الأعضاء مضاعفة الجهود لإنهاء الاحتلال "وهذه النكبة المستمرة" وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما في ذلك حق تقرير المصير والاستقلال والتوصل إلى حل عادل لمحنة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن اللجنة ستواصل العمل "من أجل اليوم الذي يتمتع فيه الشعب الفلسطيني بحقوقه غير القابلة للتصرف ويعيش في دولة خاصة بهم في سلام ورخاء".
من جانبه قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور في كلمته خلال الفعالية "إن إحياء هذه الذكرى اليوم يأتي في وقت يجري فيه أحد أفظع فصول هذه النكبة المستمرة".
وأشار منصور إلى أن حكومة الاحتلال لم تعد تخفي نواياها الحقيقية "فأمام الفلسطينيين ثلاثة خيارات وهي التهجير أو القهر أو الموت" مستشهدا بالقول "أهلنا في غزة محاصرون ويقصفون ويتم تجويعهم بهدف واحد وهو إما تدميرهم أو إخراجهم من غزة".
ونبه المندوب الفلسطيني إلى أن حرمانهم من حقوقهم وإنكار دولتهم مستمران مشددا على أن نهوض الشعب الفلسطيني بعد عام 1948 "ينبغي أن يقنع أي شخص بأن أمتنا لن تموت أبدا ولكن هذا ليس سببا للسماح بقتل شعبنا مرة أخرى".
يذكر أنه هذه هي المرة الثانية في تاريخ الأمم المتحدة التي يتم فيها إحياء ذكرى النكبة إذ كانت المرة الأولى العام الماضي وفقا لقرار اعتمدته الجمعية العامة في 30 نوفمبر 2022.














