أحدهم يرفض الإقتناع بأن حقبته تاريخية- سيدي أحمد باب

حينما تراجع التأييد الشعبى للرئيس الفرنسى السابق افرانسوا أولاند، وأحس بانفضاض رفاقه عن المشروع الذى جمعهم ذات يوم، وتطلع الشعب إلى حكم آخر- إرادة الشعب فيه أهم من رؤى صاحب المشروع المنهار (62% مع اختفائه من الحياة السياسية، بحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد فرنسا للرأي العام ومجلة لو فيغارو ساعتها) - قرر الرجل فعلا الرحيل بصمت، وأكتفى من الغنيمة بالإياب. لكنهم أحدهم الآن يرفض الإقتناع بأن حقبة تاريخية من عمر الدولة الموريتانية قد ولت إلى غير رجعة، وأن ماتم فيها من خير وإنجاز كان بسواعد الكل، وفى مقدمتهم صانع التحول الكبير داخل المؤسسة العسكرية والأمنية قائد الجيوش العامة ساعتها الفريق محمد ولد الشيخ الغزوانى ، وماتم فيها من تضييق على الحريات واستهداف على أساس الرأي، وتأزيم فى الداخل والخارج، وخلط للأوراق فى الجوار الإقليمى، كان من فعل البعض الآخر.

أما عهد الوصاية على المجتمع الموريتانى ، وتسفيه أحلام النخب التنفيذية والتشريعية ومخاصمة القضاء، والطعن فى جاهزية الجيش والأمن، وغض الطرف عما أنجز فى ربوع البلاد من خير ينفع الناس ويمكث فى الأرض، فتلك أشياء ماعادت تثير اهتمام أي أحد فى الشارع المحلى، ولن تجلب لصاحبها أي تأثير خارج المتداول من أخباره فى الإعلام..

للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى خياراته – وهو بها أدرى وأعلم- وليس منها الإستسلام لأوهام البعض، أو إكراه العمد والمستشارين على تزكية من لايريدون تزكيته، أما التهديد بزعزعة الإستقرار وخلط الأوراق ودفع المجتمع إلى الفوضى، فذلك ليس من السياسة فى شيئ، ولا أعتقد أن التعامل بمنطق الإنتقام من المجتمع بزعزة استقراره وتقويض التعايش بين مكوناته أمر مفيد، أو وارد أو مقبول، فللبلد فى النهاية رجاله،وهم بعون الله عز وجل قادرون على حماية استقراره وضمان أمن وسلامة مواطنيه. وقد حاول بعضهم خلط الأوراق 23 يونيو 2019، لكن كان الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزوانى بصبره وثقته وسرعة بديهته كان على قدر التحدى الذى وضع فيه من اليوم الأول بعد اختياره رئيسا للجمهورية، وفعلا ألجم الجيش الفوضى فى الشارع، ولما يتجاوز أصحابها "سينما السعادة" و"كرفور يورو صار"، وتقطعت سبل التواصل بين مصدر القرار وأدوات الفوضى المحتملة. وحينما حاول البعض لاحقا اللعب بالنار فى أكجوجت ليلة الخامس والعشرين من نوفمبر 2019، تحرك الرئيس لإجهاض الإنقلاب المحتمل،  دون أن يكدر صفو زوار المقاطعة، أو تربك القوات النظامية حركة السير بالمدينة الهادئة، رغم ما حيك ويحاك ضد الشرعية الدستورية، وماميز تلك الحقبة من تجاذبات سياسية خرجت عن المألوف من سلوك رجال الدولة وسياسييها.

 
صناديق الإقتراع ستكون بعون الله مشرعة أمام الجميع يوم 29 من يونيو 2024 دون إكراه أو تزوير ، ومن كانت لديه رؤية ،جدير أن يتقدم بها للمجتمع الذى يدعى تمثيله والحديث باسمه، ومن يمتلك أصوات الجماهير تكفيه رسائل الإقتراع عن طرق أبواب السلطان المشغول بترتيب أمور المنطقة عن القيل والقال فى الوقت بدل الضائع من عمر الصراع المفتوح دون مبرر وجيه.