يقول البعض إن احتفال اليمين الإسرائيلي بمذبحة المدنيين برفح هو الوجه القبيح الحقيقي لإسرائيل، مما يجعل أولئك الذين يعتقدون أو يعرفون فعلا أن ثمة "إسرائيل مختلفة" يواجهون تحديا مستحيلا في سعيهم لإثبات العكس.
هذا ما يلخصه مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية التي أكدت في بدايته أن المذبحة التي شهدتها مدينة رفح الفلسطينية الأحد الماضي كانت حتمية، حيث إنه بغض النظر عن مدى دقة الضربات العسكرية الإسرائيلية، وفي ظل وجود أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في مخيمات المنطقة، كان لا بد، عاجلا أم آجلا، أن يتسبب ذلك بخسائر بشرية جماعية.
وأوضحت أن تلك الغارة الإسرائيلية أحدثت دمارا واسع النطاق، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، وأظهرت اللقطات المدنيين وهم يتخبطون في خيام محاصرة بالجحيم.
وكالعادة، تقول كاتبة المقال أليسون كابلان سومر كان قادة إسرائيل ومواطنوها ومناصروها في الخارج على أهبة الاستعداد للدفاع عن جيش إسرائيل "الأخلاقي".
ولفتت الكاتبة إلى أن هؤلاء عبروا عن رفضهم وشجبهم لأي اتهام بأن العدوان كان من الممكن تجنبه، أو أي تلميح إلى أن ما وقع كان متعمدا، بما في ذلك استخدام كلمات مثل "إبادة جماعية" أو "مذبحة".
فمثل تلك الاتهامات "تحريف غير دقيق للحقيقة في أحسن الأحوال ومعاداة حقيرة للسامية في أسوئها"، حسب زعمهم.
"ولكن قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك هذه المرة، أصبح من الواضح بشكل مؤلم منذ البداية أن جهودهم ستذهب سدى"، وفقا لسومر.
ماغال وبن غفير
وسرعان ما بدأت أصوات وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في إسرائيل بالاحتفال بالنيران، حسب الكاتبة، وبالتالي بوفاة أولئك الذين غمرتهم النيران، من خلال مقارنة الصور على سبيل المزاح بالنيران التذكارية التي أشعلت في لاغ بعومر-العطلة اليهودية التي صادفت نفس يوم عيد المجزرة.
وأضافت أن هؤلاء المتطرفين عبروا عن سعادتهم بأن هذا الحريق كان "المشعل المركزي في رفح"، متمنين للمتضررين "عيدا سعيدا"، في تغريدات تم حذفها لاحقا، لكنها لن تُنسى، وسيتم الإشارة إليها كدليل على أن الحريق كان متعمدا، بل تم الاحتفال به، على حد قولها.
وأوضحت سومر أن الصحفي الأبرز الذي أذكى نيران الكراهية هو ينون ماغال، الذي يثبت باستمرار أنه إيتمار بن غفير الإعلام الإسرائيلي، ويبدو أنه، مثل الوزير المتطرف، يبتهج ويفتخر بالمظاهر الوقحة التي تنم على الاستهتار بحياة الفلسطينيين ونكران إنسانيتهم.
وختمت بأن بن غفير وماغال بسلوكيِهما يقدمان أدلة كافية على النوايا الخبيثة لعرقلة أي محاولة تقوم بها إسرائيل للدفاع عن سلوك جيشها، مما يجعل محو صورة "الوجه القبيح لإسرائيل" صعبة على من يعتقدون أن لها وجها آخر.
المصدر : هآرتس
الجزيرة نت