أسباب عزوف السواح والمستثمرين عن موريتانيا- حسن لبات

نظرة سريعة على حركة الطيران في المنطقة تُظْهِرُ مدى انعزال بلادنا وعزوف السواح والزوار والمستثمرين عنها. غدا السبت مثلا، لوحة المغادرة في مطارات دول الجوار :

- مطار داكار : 39 رحلة نحو العديد من الدول الافريقية، بالإضافة إلى فرنسا وإسبانيا والبرتغال والإمارات وتركيا والولايات المتحدة..

- مطار هواري بومدين : 110 رحلات من بينها 27 رحلة داخل الجزائر، تمت برمجتها على الخطوط الجزائرية وحدها. هذا بالاضافة طبعا إلى بقية مطارات الداخل. مثلا مطار وهران 26 رحلة، مطار محمد بوضياف في قسنطينة 17 رحلة، مطار رباح بيطاط في عنابة 6 رحلات

- مطار محمد الخامس : 119 رحلة، تغطي جميع قارات العالم ما عدا استراليا. بالإضافة لمطارات كبريات مدن المملكة : مراكش 84 رحلة، فاس 18 رحلة..

وحتى مطار الداخلة القريب جدا من حدودنا، لديه ثلاث رحلات إحداها دولية. وهو تقريبا نفس عدد رحلات مطار نواكشوط "الدولي" التي تمت برمجتها لنهار الغد ان شاء الله..

أي أن مطار عاصمة الجمهورية الاسلامية الموريتانية لا تمكن مقارنته حتى مع مطارات مدن الداخل في دول الجوار، علما أنه مُؤهل جغرافيا للربط بين دول المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء. وحتى بين أفريقيا والشرق الأوسط من ناحية، والولايات المتحدة من ناحية أخرى.

ما الذي يمنعنا من توقيع شَراكة مع "الإماراتية" مثلا، كي تتوقف طائراتها في بلادنا، وهي في طريقها نحو امريكا الشمالية ؟

دول الجوار تصنع الطائرات المُسيَّرة وتُطلق الأقمار الصناعية، ونحن ما زلنا نحتفل بتدشين حنفية ونُنظم مهرجانا للشاي ونحتفي بمنح حبات أرز كهدية من دولة أجنبية..