الدعم الموريتاني لأهل غزة لايخطر على بال!!- المرابط ولد محمد لخديم

   تتمتع موريتانيا بخصوصية في دعمها للقضية الفلسطينية، حيث أظهرت موقفًا متميزًا خلال العدوان على غزة في أكتوبر الماضي. هذا التميز تجلى من خلال تسابق غير مسبوق في الإنفاق لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك عبر المساجد والجمعيات الناشطة في هذا المجال، والتي حرضت الموريتانيين على نصرة ودعم المقاومة الفلسطينية.

     استجاب الشعب الموريتاني بشكل سريع لهذا النداء، حيث قام الأفراد والجماعات، بالإضافة إلى الأحزاب والنقابات، بجمع الأموال لدعم القضية الفلسطينية. ولكن ما جعل موريتانيا تتفوق على نظيراتها من الدول العربية هو السخاء في الإنفاق من قبل القبائل الموريتانية، التي استلهمت من روح التنافس بين الأوس والخزرج في الإنفاق على الجهاد.

   حتى الآن، تمكنت موريتانيا من جمع أكثر من 5 ملايين دولار لدعم الشعب الفلسطيني، تتصدرها مساهمة بلغت 600.000 مليون أوقية قديمة، مما يعكس الروح التضامنية العالية والتفاني في نصرة القضية الفلسطينية.

  كتبت عن هذا التسابق لايجابي القبلي الموريتاني الغير مسبوق وقد ضجت بأخباره مواقع التواصل الاجتماعي (ترند) والمواقع العربية والوطنية لكننا في كل مرة تفاجئنا هذه القبائل بالزيادة الكبيرة كما ونوعا...

    لهذا ارتأيت أن أعيد نشر المقال الموسوم ب: من ايجابيات تنافس القبائل الموريتاني!! نص المقال:

القبيلة هي مجموعة من الأفراد يتشاركون في العادات والتقاليد والتاريخ المشترك، وغالباً ما يكون لهم صلة قرابة بعضهم ببعض، في موررتانيا تعيش قبائل كثيرة لها هيكل اجتماعي وقواعد تنظيمية فريدة من نوعها تحكم حياة أفرادها. مقارنة مع المجتمعات الأخرى...

    ولكل مجتمع ثقافته وعاداته وخصائصه التي أملتها عليه ظروفه ومحيطه ولأن مجتمعنا بدوي فقد كان لحياة البادية الطاعنة, وشح موارد العيش والتسيب السياسي عوامل من بين أخرى طبعت بنيته وميزته عن غيره من المجتمعات...

كما يمتاز المجتمع الموريتاني بنظامه الاجتماعي التكاملي الفريد من نوعه هو أيضا ويدافع عنه بكل عزم وقوة لكونه يجسد في نظره روح الشرف وقد اخترع ضمانات أخلاقية واجتماعية معينة..،

    وقد نشطت المهارات الإبداعية في هذا المجال فتواضعت على ضمانات أخلاقية واجتماعية للحيلولة دون تلاشي هذه العادات، فمثلا أبن فلان، ومن قبيلة كذا...

وعبارات (وخْيرت، و ورْخست) وقد تطورت هذه العلاقات حتى اتخذت شكل جمعيات قائمة على أساس جد واحد.

ونتيجة لوجود هذه العلاقات المتشابكة، لا يعرف الموريتاني العزلة ولا يعدم من يشاركه الأفراح والأتراح، فكما يقال "الخيمة خيمتك" وهذا غير موجود في المجتمعات الأخرى، ولعل كلمة (وخْيرت) لما تبعثه في شخصية الشنقيطي أو الموريتاني هي الدافع الأساسي الذي حمل المجتمع على عدم التنكر لهذه العادات، وفضلا عن هذا يجب على كل فرد من الذين تربط بينهم هذه العلاقات أن يمد يد العون لمساعدة للآخرين.

     ومع ذلك تأبى عليه تلك الروابط أن يبدر منه أدنى تبرم، لأن ذلك يعتبر ضعفا في المروءة وروح الشرف (أمحيلي )،

إن روح الشرف المرتبط بقيم البطولة والإباء والحكمة هي الدافع إلى التضحية لصالح المجتمع والباعثة على التنافس لخلاق بين الأنداد (أتفاييش)...!!

    وأفضل نوع من التنافس مانعيشه اليوم من الوقوف الحازم إلى جانب اخواننا في غزة، حيث ضربت قبائل في موريتانيا الرقم القياسي في التبرع بالأموال للأهالي المحاصرين وسط الدمار، على مرأى ومسمع من العالم. الأشقاء قبل الأعداء!!

     وتحظى القضية الفلسطينية بإجماع من قبل الشعب الموريتاني، حيث نظمت القبائل الموريتانية مبادرات لجمع التبرعات وصلت عتبة مليارات الأوقية أي ملايين الدولارات..!! تعاطفا مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة...!!

    وتأتي فتوى الشيخ محمد الحسن ولد الددو التي يقول فيها ان إغاثة غزة أولى من أداء عمرة في رمضان”.

لتبرز التزام الموريتانيين بالقيم الإنسانية والدينية، حيث أظهروا الأولوية لمساعدة إخوانهم في غزة على أداء العمرة، مما يعكس مدى تفانيهم في دعم الأشقاء المحتاجين.

وبموجب هذه الفتوى، تخلى مئات الموريتانيين عن أداء العمرة في رمضان لهذه السنة 2024م موجهيين مخصصاتها المالية الى أهالي غزة.

     ان أهم الايجابيات التي يوفرها الانتماء للقبيلة في موريتانيا هو الشعور بالتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، وهذا يظهر في استجابة القبائل للأزمة الإنسانية في غزة ،

كما تعكس هذه العلاقات القوية التزام الموريتانيين بالقيم الإنسانية والدينية.

    التنافس بين القبائل في جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني يعكس تضامن المجتمع الموريتاني وروح الإخاء والمساعدة المتبادلة، ويعزز الوحدة الوطنية والقيم الإنسانية الأساسية مثل الشرف والبطولة والإباء.

l