الطواف سنة كونية!! و الدليل مناسك الحج- المرابط ولد محمد لخديم

 الحج عبادة والتزام قال تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، الحح الإية:27.  واقتداء بأعمال الرسول صلى الله عليه وسلم" خذو عني مناسككم" ( مسلم)

     الطواف حول الكعبة هو رمزٌ ذو مغزى عميق في الإسلام، ويعكس التماسك بين الإنسان والكون. هذه العبادة تتجاوز حدود الطقوس لتظهر كمظهرٍ من مظاهر الانسجام الكوني، حيث أن حركة الطواف عكس عقارب الساعة تتناغم مع العديد من الظواهر الطبيعية، من دوران الإلكترونات حول النواة إلى دوران الكواكب حول الشمس.

  الطواف يمثل تناغماً مع النظام الكوني، إذ أن حركة الأجرام السماوية والأجرام الحية تتبع نفس الاتجاه الدائري، مما يعكس وحدة الكون وتناغمه. 

       في الحج، يجتمع المسلمون من مختلف أنحاء العالم بملابس الإحرام البيضاء، مما يرمز إلى التساوي والوحدة بين البشر، وهو مشهد يعزز الإيمان والارتباط الروحي بالكون وخالقه.

      تتجلى هذه الفكرة بوضوح في مناسك الحج، حيث يتوافد المسلمون إلى مكة المكرمة ليشهدوا مشهدًا إنسانيًا مهيبًا. تتضافر حركاتهم في الطواف مع تسبيح الأجرام السماوية، مما يبرز الجانب الروحي والجمالي للحج كعبادة تجمع الإنسانية في تعبيرٍ  عن الشكر والتسبيح لله. ويعد تجسيدًا لتلاحم فريد بين العبادة والطبيعة الكونية!!

  نستعرض بعض النقاط التي تبرز هذا التلاحم والتناسق بين الطواف والحركة الكونية:

1)_التناغم مع الكون الحركة الدائرية:

      الطواف (الدوران) حول الكعبة يتم عكس اتجاه عقارب الساعة، مما يتناغم مع حركة الأجرام السماوية، الإلكترونات حول النواة، ودوران الكواكب حول الشمس، الذي يسير في نفس الاتجاه.

    يعكس هذا التناسق النظام الكوني، حيث تتبع جميع العناصر الأساسية في الحياة، بدءًا من الذرات إلى المجرات، نظامًا دائريًا متسقًا يعكس وحدة وتناغم الكون.

2)_ رمزية الطواف العبادة والتسبيح:

    كما تدور الأجرام السماوية بانتظام حول محاورها مسبحة لخالقها، يدور المسلمون حول الكعبة مهللين ومكبرين، مما يرمز الى تسبيح الخلق للخالق.

  3)_ التجلي الروحي:

    يعبر الطواف عن الانصهار في وحدة كونية أكبر، تعكس التسليم لله والإقرار بعظمته.

4)_موقع مكة المكرمة المركزية الدينية والروحية:

    تجمع ملايين المسلمين من أنحاء العالم في مكة، حيث يتساوون في لباس الإحرام ويؤدون نفس المناسك، مما يعكس وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها.

5)_الخصوصية والقدسية:

   تحية المسجد الحرام هي الطواف، مما يعزز مكانته وقدسيته مقارنة بالمساجد الأخرى.

6)_مشهد يوم عرفة التجمع الإنساني:

   الوقوف بعرفة يمثل صورة مصغرة ليوم القيامة، حيث يتجمع الناس من كل حدب وصوب في مشهد مهيب، يعكس وقوف البشرية أمام الله عز وجل.

7)_الدعاء والتوبة:

    مشهد الأيادي المرفوعة والدعوات الصادقة في يوم عرفة يعكس ارتباط الإنسان بالله وتوقه للتوبة والمغفرة.

8)_التوافق مع النظام الطبيعي الحركة الكونية:

   دوران الأجرام السماوية عكس عقارب الساعة يتطابق مع حركة الطواف، مما يعزز الشعور بالانسجام مع النظام الكوني.

9)_التسبيح الكوني:

     يعتبر العلماء أن حركة الأجرام السماوية هي نوع من التسبيح الدائم لله، كما أن حركة الطائفين تعكس هذا التسبيح بلسان حالهم.

10)_الطواف كرمز الانصهار في النظام الكوني:

    الطواف يعبر عن انصهار الإنسان في نظام كوني يسير بتناغم وإتقان، مجسداً تسبيح الكون للخالق.

11)_وحدة الأمة الإسلامية:

     مشهد الحجيج يعكس وحدة الأمة وتآخيها رغم تنوعها واختلافها، مما يعزز التلاحم بين المسلمين.

12)_الاستمرارية عبر الزمن الدوام والاستمرار:

    هذه المشاهد الروحانية تتكرر عبر آلاف السنين، مما يدعو للتأمل في عظمة الخالق وتناسق الكون.

13)_التأمل الروحي:

    التأمل في هذه المشاهد يدعو المؤمنين لتذكر خالقهم وتسبيحه كما تفعل الأجرام الكونية.

     هذه النظرة العميقة للطواف تجسد رؤية شمولية للكون والحياة، حيث يعبر الطواف حول الكعبة عن انصهار الإنسان في نظام كوني يسير بتناغم وإتقان، ويعزز الشعور بالاتصال الروحي والانسجام الكوني. 

     إن تكرار هذه المشاهد الروحانية عبر آلاف السنين في بيت الله الحرام يدعونا إلى التأمل في التسبيح الكوني المستمر، وكيف يعبر الطواف عن هذا التسبيح والحمد، مؤكداً على وحدة الإنسان مع الكون في عبادة الخالق.

    بناءً على ما سبق، يمكن القول إن الطواف حول الكعبة ليس مجرد عبادة، بل هو تعبير عن انسجام الإنسان مع الكون وتناغمه مع قوانين الطبيعة، مما يعزز الشعور بالاتصال الروحي والانسجام الكوني أثناء أداء هذه العبادة العظيمة.

    والحج ركن من أركان الاسلام الخمسة ذالك الدين العظيم الذي تنكب عنه أهله وتكاثر فيهم من يعلنون جهارا تبرؤهم  من هذه الشريعة و المبادئ والأحكام التي قامت عليها وولعهم وإقبالهم على كل جديد؟!  

    وغاب ذالك المنهج الذي كان المسلمون من قبل قد التزموا به لحراسة دين الله, واتخاذهم الدعوة إلى الله ديدانا لهم, وحراسة دينه وظيفة أقامهم الله عليها. 

    عندما غاب هذا الشعور من كيانهم وغابت هذه الوظيفة من مجتمعاتهم التي كانت سبب وحدتهم وعزتهم...

   فإن الله عز وجل قضي بأن يكون في حل من حراسة هذه الأمة..!!

    ننظر فنجد أن الفرقة حلت محل الوحدة والفقر حل محل الغناء رغم أنها مازالت أغنى دول العالم..!!

   والذل حل محل العزة. لأن ذالك المنهج المستمد من فعالية الإسلام أصبح في خبر كان!!  وابادة اخواننا في غزة ولم نحرك ساكنا وكأن الأمر لايعنينا!! خير مثال على حال الأمة الاسلامية المزري!!

     ولم يبق إلا الانتماء الشكلي فقط. نقرأ في قوله تعالي

﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ سورة آل عمران الآية:139.

    أي أن هذا الدين سيبقى عالي الشأن ومتألقا في مكانة باسقة..

      فان كنتم على مستوى الإخلاص له كنتم على مستوى القيادة للعالم وان خنتم العهد وأعرضتم عنه ولم تخلصوا في اتباعكم لله وتنكبكم لأوامره فلسوف يستبدل بكم قوما آخرين يحلون محلكم في حماية الإسلام!!

    هذه الأمم التي يخطط قادتها للإطاحة بالإسلام والقضاء عليه. هي التي تحتضن الفئة التي ستحل محل العالم الإسلامي!!

    في دراسةللمركز الأمريكي للأبحاث "بيو": الإسلام الديانة الأسرع انتشارا في العالم:

https://arabic.cnn.com/amphtml/world/2017/03/16/islam-fastest-growing-religion

      وهم الذين أشار إليهم القرآن في قوله تعالى:

﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.

 يقول البوطي أن هذه "الأمة البديلة" يتنامون بتدرج كما أن العالم الإسلامي يختفي بالتدرج هذا إذا لم يتداركها الله عز وجل بيقظة جديدة..

      أما إذا سار الأمر على  ماهو عليه لآن.

      فلسوف يزداد وضع تراجع العالم الإسلامي عن المكاسب التي متعه لله بها ولسوف يرتفع شأن الآخرين الذين سيوظفهم الله عز وجل في حمل أمانة الإسلام )

    إذا هذا هو الإسلام الذي أتي به رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم والذي ينتطر في تطبيقة الأمة التي ستطبقه قلبا وغالبا والتي بدأت بوادرها تظهر تدريجيا. على رغم انف الغرب واعوانه!!

      والإسلام الذي جاء به رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو ذلك الدين الوارد 

[في لغة القرآن الكريم وهو ليس اسما لدين خاص إنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء، وأتنسب إليه كل أتباع الأنبياء].

هكذا نرى نوحا يقول لقومه:

﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. سورة يونس الآية:72

ويعقوب يوصي بنيه فيقول:

﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. سورة البقرة الآية: 132.

وأبناء يعقوب يجيبون أباهم: ﴿ قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ إِلَٰهًا وَٰحِدًا وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ ﴾. سورة البقرة الآية: 133

وموسى يقول لقومه: ﴿ يَٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ﴾. سورة يونس الآية:84

     والحواريون يقولون للمسيح عيسى ابن مريم: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.سورة آل عمران الآية: 53

     بل إن فريقا من أهل الكتاب حين سمعوا القرآن قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِۦ مُسْلِمِينَ﴾. سورة القصص: 53.

نرى القرآن يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ويبين لهم فيها انه لم يشرع لهم دينا جديدا وإنما هو دين الأنبياء من قبلهم.

قال تعالى ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ۚ﴾. سورة الشورى الآية:13.

      ثم ينظم القرآن الأنبياء في سلك واحد ويجعل منهم جميعا أمة واحدة، لها إله واحد، كما لها شريعة واحدة قال تعالى﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. سورة الأنبياء الآية: 92

       إن هذا الدين المشترك الذي اسمه الإسلام، هو دين كل الأنبياء والمرسلين, وإن الذي يقرأ القرآن يعرف كنه هذا الدين..

    إنه هو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يشوبه شرك، وإيمان واثق مطمئن بكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان دون تمرد على حكمه، ودون تمييز شخصي أو طائفي، أو عنصري، بين كتاب وكتاب من كتبه، أو بين رسول ورسول من رسله، هكذا يقول القرآن:

 ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾. سورة البينة الآية:5.

     ولو فهم الغرب الاسلام جيدا لما استهزأ به ولماحاربه ولكن من جهل شيء عاداه!!

     ولكن نستبشر خيرا في مانشاهده اليوم بوسائط الصوت والصورة بدخول الغرب الى الاسلام أفواجا!! فهل دقت ساعة الأمة البديلة؟!