الغزواني.. حضور قوي للمرشح وارتباك متفاقم في هيئات الحملة- موقع الفكر

رغم الثراء الهائل الذي تتمتع به حملة المرشح صاحب الرقم الأول محمد ولد الشيخ الغزواني من حيث الوسائل المادية والقدرات البشرية، فإنها ما تزال أكثر الحملات تعثرا وارتباكا مقارنة مع التحدي الذي تخوضه وهو إعادة الرئيس بأصوات الناخبين إلى كرسي الرئاسة.

الدينا طبيعتها النفشا

تملك الحملة عددا كبيرا من الهيئات المركزية، ومنسقيات جهوية في خمسة عشرة ولاية موريتانية، إضافة إلى 59 منسقية مقاطعة، و216 منسقية في البلديات

وتضم كل واحدة من هن  قرابة 10 أشخاص، إضافة إلى منسقيات أخرى قطاعية للنساء والشباب، ومنسقيات للخارج، وعدد كبير من المستشارين والمكلفين بمهام، مما يربو بعدد المعينين في هيئات الحملة إلى أكثر من ألفي شخص.

وإلى جانب ذلك يعتبر النواب وأخلافهم والعمد أعضاء استحقاقيين في مختلف المنسقيات في مناطقهم المحلية.

وفي الجانب المالي فإن ملاك البنوك الموريتانيين تبرعوا وفق ما أكدته مصادر في الحملة بقرابة 5.4 مليار أوقية قديمة، فيما أكدت جهات رسمية أخرى رصد قرابة 9 مليارات أخرى.

ينضاف إلى ذلك حملات موازية تنظمها جهات مقربة من السلطة سياسيا واجتماعيا.

لم تسعف كل هذه الوسائل، في تقديم نموذج سياسي وإعلامي قادر على مواجهة الدعاية والحملة المضادة التي يقودها منافسو المرشح ولد الشيخ الغزواني.

وأكثر من ذلك اتضح أن حضور المرشح ونوعية خطاباته، كانت أكثر فعالية سياسية من أداء حملته وخصوصا في المجال الإعلامي، حيث رافقت انطلاقته مجموعة من الإخفاقات الشديدة، من أبرزها:

-  تشكيلة زبونية تضم عددا من الشخصيات المغمورة في مجال الإعلام وبعض عديمي الكفاءة.

-  الزبونية الشديدة في تسيير الموارد المخصصة للجنة، والانتقائية الشديدة التي طبعت توزيع عقود الإشهار مع المؤسسات.

- منع بعض المدعوين من الدخول إلى ملعب شيخا بن بيدية.

-  الضعف الشديد في استيعاب العناصر الفعالة في اللجنة، حيث لم يتضح لأعضائها الملفات الموكلة إليهم، وما زال التخبط سيد الموقف، في ظل ارتهان رئيسها لعناصر قليلة من أعضاء اللجنة وإبعاده للآخرين.

- الحديث عن استقالة بعض أعضائها من البداية بعد أن اتضح لهم أن رئيس اللجنة يضرب أخماسا في أسداس.

-  الإخفاق التام في تسيير حفل الافتتاح، في تناقض وتراجع تام عما تحقق في حفل الافتتاح سنة 2019،  حين سحر الرئيس عقول الناس وسبا قلوبهم، حيث عجزت اللجنة الإعلامية الحالية وفرقها المتعددة عن تجهيز منصة كاملة، كما عجزت عن توفير مكرفون ثابت، وإضافة إلى ذلك عجزت عن إيجاد تنظيم مناسب، مما اضطر آلاف المناصرين للرئيس إلى الانسحاب لعجزهم عن سماع خطابه وعن رؤيته بعد أن تقرر إقامة منصة ثابتة، بدل وجود ميكرفون محمول يمكن الرئيس من التنقل داخل المساحة المخصصة له.

-  العجز عن إنتاج وتهيئة المواد المخصصة للحصص المجانية في الإعلام الرسمي.

- في الوقت الذي يتسابق مرشحو المعارضة للمبارزة والظهور الإعلامي تعجز حملة المرشح غزواني في بعض المرات عن تلبية دعوة بعض القنوات  الإعلامية في توفير محاورين مدافعين عن برنامج الرئيس.

-  ضعف شديد في تسيير مهرجانات الشباب وتحويلها إلى مهرجان للصخب والأغاني العديمة المضمون والذوق الفني وفقا للبعض.

-  عجز عن مواجهة الدعاية الإعلامية النوعية لمرشحي ومدوني المعارضة في منصات التواصل الاجتماعي.

كل هذا العجز يضاف إليه عجز شديد لمنسقي الولايات والمقاطعات عن إحداث أي اختراق في صفوف المعارضة، فرغم مرور خمسة أيام منذ بداية الحملة، لم تعلن أي منسقية جهوية أو مقاطعية أو بلدية، عن انضمامات نوعية أو غير نوعية لصالح مرشح النظام، ينضاف إلى ذلك عجز مالي شديد يعرقل عمل اللجان الميدانية، في مقابل صرف نوعي على اللوجستيك والتجهيزات وتأجير السيارات، وغيرها من الصفقات التي فازت بها شخصيات محددة، وذات نفوذ خاص.

إنما يراد الفتى كيما يضر وينفعا..

في الوقت الذي يضيف الغزواني مفردات جديدة في الخطاب السياسي الراقي التقطت المعارضة ضالتها في كلمة رئيس حملة المترشح ولد الشيخ الغزواني، فبادرت للتظلم لدى بعض الجهات، حيث اتهمت المرشح بالسعي لتزوير الانتخابات، وذلك بسبب تصريح لمدير الحملة.

ورغم ما يظهر من خلافات وعجز إعلامي وفتور سياسي، فإن ولد الشيخ الغزواني ما زال الأوفر حظا، وذلك بسبب عجز المعارضة عن تقديم بديل مقنع لمرشح النظام، وضعف وسائلها، وقدراتها، إلا أن قدراته السياسية ينقصها من أطرافها عجز الموالين وقوة خطاب المعارضين.