![](https://elfikr.net/sites/default/files/448796994_1303846397257237_6337156619601330642_n.jpg)
بسم الله الرحمن الرحيم
#الحج بين الجهود #السعودية ورسالة الوزارة :
اطلعت وأنا من ضمن الحجيج حمدا لله ، على رسالة منسوبة لقطاع الشؤون الإسلامية موجهة للسلطات السعودية المعنية بالحج ..!
لسان حال المملكة العربية السعودية وهي تستلم الرسالة :
أساء فزادته الإساءة حظوة
حبيب على ما كان منه حبيب
ولسان حالنا ونحن نقرأ محتواها العجيب :
يعد علي العاذلون ذنوبه
ومن أين للوجه المليح ذنوب
هذه الرسالة فيها العيوب كلها ...!
#أولا : عيوب الأسلوب
1- لم تحترم الشكل الدبلوماسي بدءا بالتقدير( ترفع .... أسما معاني التقدير لمقام...) وانتهاء بالشكر ( هذا وننتهز هذه الفرصة لنعرب لكم عن فائق الشكر ...) فحملت بدلا من ذلك الاستياء والامتعاض والتهديد .
2- استخدمت الرسالة لغة فجة غليظة لا علاقة لها باللباقة ولا الحصافة من قبيل ( اشترينا المخيم وأجرنا المخيم ) وعبارات مثل ( امتعاض واستياء وشكوى )
3- أنهت الرسالة عرضها بالتهديد والوعيد
#ثانيا : عيوب المحتوى
1- تناقضت الرسالة كثيرا إذ اشترت مخيم منى أحيانا وأجرته أحيانا أخرى وهو ما يوحي بالضغط الذي يعانيه محرر الرسالة .
2- كل الخدمات اللوجستية التي يدعي كاتب الرسالة شراءها ، تقدمها المملكة العربية السعودية خدمة للحجاج من مخيم وأمن وماء وكهرباء لا تريد عليها جزاء ولا شكورا .
3- في حين ادعت الرسالة أنها لم تستلم المساحة الفعلية المخصصة #سياديا من المملكة العربية السعودية #وليس_تجاريا كما يتوهم محرر الرسالة ، كان على مكتب البعثة الاتصال باللجان المعنية بالأمر والتي يترأسها في مكة المكرمة أميرها ، ويترأس لجنتها الفنية معالي وزير الحج، ويترأس لجنتها العليا خادم الحرمين الشريفين وينوب عنه سمو ولي العهد ( ويكفي اتصال واحد برقم مجاني #أخضر لتكون كل هذه اللجان على علم بأبسط جزئيات الحج ناهيك عن هذا الإدعاء العجيب )
#ثالثا : عيوب الأخلاق
1- اتهام السلطات السعودية بالاستيلاء على خيم في منى ، وهي من توزعها أصلا ، وتوفر كل هذا الجهد اللوجستي الخارق والخرافي من صحة وأمن وإرشاد وإسعاف ونظافة وصرف صحي ، هو فضيحة أخلاقية وسقوط وترد في الحضيض ؛ إذ بلغ بالمملكة العربية السعودية خدمة للحج أن #تستمطر_السماء في الصيف وتسوق المزن في السماء لطفا بالحجاج ، فكيف بها مع خيم معدودة ؟
2- في الوقت الذي وضع المخيم الموريتاني على بعد أمتار من الجمرات ومسجد الخيف في منطقة سهلة مستوية ، كان من المناسب الشكر والعرفان بالجميل ، بدل هذه الرسالة العجيبة .
3- إن مطالبة السلطات السعودية باسم موريتانيا بالتعويض المادي هو أمر لا يستسيغه عاقل ولا يقبله منطق ، فالمملكة العربية السعودية هي الممول الأول للدولة الموريتانية عبر صناديقها السيادية ( الصندوق السعودي للتنمية وصندوق الاستثمار وحصتها الأعلى في البنك الإسلامي للتنمية ) وهي من المؤمنين لميزان المدفوعات عبر الودائع الحرة لدى البنك المركزي ، وهي المانح الأول للهبات ( مستسفى الملك سلمان والمعهد العالي والمسجد السعودي ) وهي المستضيف لواحدة من أكبر الجاليات الموريتانية في الخارج وأضعفها على الإطلاق ..
ما ذا سنقول ؟
#لتعلم جميع السلطات السعودية من السفارة في انواكشوط ووزارة للحج وإمارة لمكة وديوان ملكي ، أن هذه الرسالة منزوعة من السياق ، فالسلطات العليا مشغولة بالإكراهات الداخلية ( الانتخابات ) والوزير المعني لم يشرف على الحج هذه السنة في خطإ كبير منه لترتيب الأولويات الرسمية ، والحجاج الموريتانيون أدوا مناسكهم بفضل الله وخدمتكم لهم على أحسن حال ...
#الاحتمال_الأقرب الذي يتطلب تحقيقا هو أن الأمر يتعلق بمحاولة تبرير ( في غياب الوزير ) لعمليات الصرف للمبالغ المتحصلة من الفارق الكبير بين تكاليف الحج الماضي والحالي بحوالي 600.000 أوقية قديمة مضروبة في عدد الحجاج 2000 وهو ما = 1.2 مليارا ومائتا مليون قديمة ، دون تقديم أي خدمة جديدة ، أما هذه الرسالة فبسيطة تهدف إلى التغطية على هذا المبلغ وصرفه .
#غير أن مقام المملكة العربية السعودية يبقى أعلى من كل ذلك ، تقديما للخدمات وتحملا للاستفزازات التي لا تمثل في هذه الحالة بلدنا ولا حجاجنا ولا شعبنا وأبعد من ذلك أن تمثل حكومتنا .
#علما أن حق الحاج مصان في المملكة بالنظم ، وتسهر على توفيره اللجان المختلفة ، والمطالبة به أمر مستساغ ، إذا كانت في الوقت بهدف الحصول عليه ، لكن أن يتم الحديث عن حق الحاج بعد فواته وبهذا الأسلوب ، فالله تعالى أعلم بالمقصود بذلك .