الخدمات التي يدعي كاتب الرسالة شراءها ، تقدمها السعودية بالمجان خدمة للحجاج-  محمد بوي الشيخ محمد فاضل

بسم الله الرحمن الرحيم

#الحج بين الجهود #السعودية ورسالة الوزارة :

اطلعت وأنا من ضمن الحجيج حمدا لله ، على رسالة منسوبة لقطاع الشؤون الإسلامية موجهة للسلطات السعودية المعنية بالحج ..!

لسان حال المملكة العربية السعودية وهي تستلم الرسالة :

أساء فزادته الإساءة حظوة

حبيب على ما كان منه حبيب

ولسان حالنا ونحن نقرأ محتواها العجيب :

يعد علي العاذلون ذنوبه

ومن أين للوجه المليح ذنوب

هذه الرسالة فيها العيوب كلها ...!

#أولا : عيوب الأسلوب

1- لم تحترم الشكل الدبلوماسي بدءا بالتقدير( ترفع .... أسما معاني التقدير لمقام...) وانتهاء بالشكر ( هذا وننتهز هذه الفرصة لنعرب لكم عن فائق الشكر ...) فحملت بدلا من ذلك الاستياء والامتعاض والتهديد .

2- استخدمت الرسالة لغة فجة غليظة لا علاقة لها باللباقة ولا الحصافة من قبيل ( اشترينا المخيم وأجرنا المخيم ) وعبارات مثل ( امتعاض واستياء وشكوى )

3- أنهت الرسالة عرضها بالتهديد والوعيد

#ثانيا : عيوب المحتوى

1- تناقضت الرسالة كثيرا إذ اشترت مخيم منى أحيانا وأجرته أحيانا أخرى وهو ما يوحي بالضغط الذي يعانيه محرر الرسالة .

2- كل الخدمات اللوجستية التي يدعي كاتب الرسالة شراءها ، تقدمها المملكة العربية السعودية خدمة للحجاج من مخيم وأمن وماء وكهرباء لا تريد عليها جزاء ولا شكورا .

3- في حين ادعت الرسالة أنها لم تستلم المساحة الفعلية المخصصة #سياديا من المملكة العربية السعودية #وليس_تجاريا كما يتوهم محرر الرسالة ، كان على مكتب البعثة الاتصال باللجان المعنية بالأمر والتي يترأسها في مكة المكرمة أميرها ، ويترأس لجنتها الفنية معالي وزير الحج، ويترأس لجنتها العليا خادم الحرمين الشريفين وينوب عنه سمو ولي العهد ( ويكفي اتصال واحد برقم مجاني #أخضر لتكون كل هذه اللجان على علم بأبسط جزئيات الحج ناهيك عن هذا الإدعاء العجيب )

#ثالثا : عيوب الأخلاق

1- اتهام السلطات السعودية بالاستيلاء على خيم في منى ، وهي من توزعها أصلا ، وتوفر كل هذا الجهد اللوجستي الخارق والخرافي من صحة وأمن وإرشاد وإسعاف ونظافة وصرف صحي ، هو فضيحة أخلاقية وسقوط وترد في الحضيض ؛ إذ بلغ بالمملكة العربية السعودية خدمة للحج أن #تستمطر_السماء في الصيف وتسوق المزن في السماء لطفا بالحجاج ، فكيف بها مع خيم معدودة ؟

2- في الوقت الذي وضع المخيم الموريتاني على بعد أمتار من الجمرات ومسجد الخيف في منطقة سهلة مستوية ، كان من المناسب الشكر والعرفان بالجميل ، بدل هذه الرسالة العجيبة .

3- إن مطالبة السلطات السعودية باسم موريتانيا بالتعويض المادي هو أمر لا يستسيغه عاقل ولا يقبله منطق ، فالمملكة العربية السعودية هي الممول الأول للدولة الموريتانية عبر صناديقها السيادية ( الصندوق السعودي للتنمية وصندوق الاستثمار وحصتها الأعلى في البنك الإسلامي للتنمية ) وهي من المؤمنين لميزان المدفوعات عبر الودائع الحرة لدى البنك المركزي ، وهي المانح الأول للهبات ( مستسفى الملك سلمان والمعهد العالي والمسجد السعودي ) وهي المستضيف لواحدة من أكبر الجاليات الموريتانية في الخارج وأضعفها على الإطلاق ..

ما ذا سنقول ؟

#لتعلم جميع السلطات السعودية من السفارة في انواكشوط ووزارة للحج وإمارة لمكة وديوان ملكي ، أن هذه الرسالة منزوعة من السياق ، فالسلطات العليا مشغولة بالإكراهات الداخلية ( الانتخابات ) والوزير المعني لم يشرف على الحج هذه السنة في خطإ كبير منه لترتيب الأولويات الرسمية ، والحجاج الموريتانيون أدوا مناسكهم بفضل الله وخدمتكم لهم على أحسن حال ...

#الاحتمال_الأقرب الذي يتطلب تحقيقا هو أن الأمر يتعلق بمحاولة تبرير ( في غياب الوزير ) لعمليات الصرف للمبالغ المتحصلة من الفارق الكبير بين تكاليف الحج الماضي والحالي بحوالي 600.000 أوقية قديمة مضروبة في عدد الحجاج 2000 وهو ما = 1.2 مليارا ومائتا مليون قديمة ، دون تقديم أي خدمة جديدة ، أما هذه الرسالة فبسيطة تهدف إلى التغطية على هذا المبلغ وصرفه .

#غير أن مقام المملكة العربية السعودية يبقى أعلى من كل ذلك ، تقديما للخدمات وتحملا للاستفزازات التي لا تمثل في هذه الحالة بلدنا ولا حجاجنا ولا شعبنا وأبعد من ذلك أن تمثل حكومتنا .

#علما أن حق الحاج مصان في المملكة بالنظم ، وتسهر على توفيره اللجان المختلفة ، والمطالبة به أمر مستساغ ، إذا كانت في الوقت بهدف الحصول عليه ، لكن أن يتم الحديث عن حق الحاج بعد فواته وبهذا الأسلوب ، فالله تعالى أعلم بالمقصود بذلك .