سورة هود، سورة عجيبة في عرضها لقصص الرسل ومسار الدعوات وختامها، عرضت السورة لدعوة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى، وطرفا من قصة إبراهيم عليهم السلام، وهم يدعون قومهم بخطاب الإيمان والعقل، بالتبيين والإنذار، بالخوف والشفقة، لكن الختام في كل قصة كان مخيفا جدا، والعاقبة كانت وخيمة! وهكذا بعد جدال طويل مع أقوامهم، كان ختام قصة نوح: وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم.
هود: ألا بعدا لعاد قوم هود
صالح: ألا بعدا لثمود
لوط: وما هي من الظالمين ببعيد
شعيب: ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود
موسى: و بئس الورد المورود!
إن تكرار "ألا بعدا" في ختام قصص ثلاثة من الرسل على فترات مختلفة، وهي كلمة قوية تطرق السمع بدون استئذان، فيه قرع شديد وإنذار رهيب للمكذبين في كل زمان ومكان،للواقفين في صف الباطل، حري بالمؤمنين التوقف أمامه طويلا واستلهام العبرة والدرس.
كان ختام السورة جامعا، محيطا بأبعاد الزمان والمكان، بعالم الشهادة والغيب، لا يفلت منه أحد كائنا من كان: "ولله غيب السماوات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله، فاعبده وتوكل عليه، وما ربك بغافل عما تعملون".