وأيُّ إنصافٍ هذا مع "الانصاف"؟- البخاري محمد مؤمل

إحدى القنوات التلفزيونية الموريتانية تكلف يوميا مراسلين لها بمواكبة ورصد سير الحملة الانتخابية على عموم التراب الوطني، مركزة على نواكشوط والمدن الكبيرة الأخرى. وتشترط عليهم أن يوافوها، على حد السواء، بشواهد لأعمال كل واحد من المترشحين السبعة:

1. محمد الشيخ الغزواني،

2. محمد الأمين المرتجي الوافي،

3. حمادي سيدي المختار محمد عبدي،

4. أوتوما انتوان سلیمان سوماري،

5. مامادو بوكار با،

6. العيد محمدن امبارك،

7. برام الداه اعبيد.

 غير أن مظاهر "الانصاف" ( الحزب الحاكم) وتظاهراته- خياما، وصورا، وشعارات، ومبادرات... هي المسيطرة بلا منازع.

ولئلا  يتهمها المشاهدون بعدم الإنصاف، تحاول القناة المعنية أن تَتستَّر نوعا ما على عدم التكافؤ البيّن في ميزان القوة بين المتنافسين في المشهد الإعلامي.

لذا، يلاحظ من امعن النظر في أساليب تغطيتها لما يجري، أنها ترتبك وتتردد في بث الأخبار والتقارير التي تردها من مراسليها المتابعين لحملة المترشح رقم واحد على اللائحة الصادرة عن المجلس الدستوري.

فما ذنب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحزبه وانصاره إن كان لهم تفوق كبير على الساحة الاعلامية؟ وما ذنبها هي فيما يقع من عدم تكافئ في الخطاب والآليات الإعلامية لدى المتنافسين؟

وكأن الإنصاف، حسب منطق "المساواة" المفتعلة، يكمن في التكتم على قوة "الانصاف" وحلفائه. بينما السلوك المهني السليم، يقتضي من وسائل الاعلام الإبلاغ بأمانة عما شاهدوا ولاحظوا، بما في ذلك بيان ميزان القوى ولصالح أي طرف يميل حسب تذبذبات منحنياته أو ثبوتها في اتجاه معين.