يُعد البوبو زيا تقليديا في السنيغال والعديد من دول غرب ووسط إفريقيا، ويعد شائعا أيضا بين مجتمعات بعض الافريقيين في أوروبا والولايات المتحدة. ويتنوع هذا النمط من الملابس بين عدة أشكال، بما في ذلك الزي الافريقي التقليدي الحديث الذي يحظى بشعبية كبيرة في القارة الافريقية.
ويتميز هذا الزي بمزجه بين التقليد والحداثة، ويزداد الطلب عليه بين الرجال في السنيغال. ففي الآونة الأخيرة، بدأ العديد من الرجال في استبدال الملابس الغربية بالملابس الافريقية التي يعتبرونها أكثر راحة.
اصبح الزي الافريقي، الذي يمكن ارتداؤه في العديد من المناسبات مثل العمل والمناسبات العامة والرسمية والاحتفالات العائلية والصلاة في المسجد والتنقل في المدينة ورحلات العمل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية السنيغالية. و هذه الاتجاهات تدعمها القيادة الجديدة في البلا.، حيث يرتدي الرئيس باسيرو ديوماي فاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو هذه الملابس بانتظام في المناسبات الرسمية.
ويقول مودي تيجان فال، مدير شركة "ARRA Clothing"، إن هذا الاتجاه يعكس هويتنا الثقافية ويُعتبر مريحا جدا للعمل، مضيفا أن الأقمشة المستخدمة تتناسب مع المناخ في السنيغال.
وأصبح من الشائع رؤية الأزياء الافريقية في شوارع داكار وعلى المنصات الرقمية لمبدعي المحتوى. وتتنوع هذه الأزياء وتُناسب جميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية. هذه الملابس تُصنع حسب الطلب في ورشات الخياطين ومصممي الأزياء، باستخدام الأقمشة المحلية.
ويؤكد ثيرنو عبد الرحمن ديوب، مالك شركة "M&A Couture"، أن هذه الأزياء الافريقية متعددة الاستخدامات، مما يزيد من شعبيتها. ويضيف أن تأثير القيادة على ارتداء هذه الأزياء ساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الطلب على المنتجات المحلية.
الترويج الإلكتروني للصناعة السنيغالية
منذ إنشائها في 2016، حققت علامة "Arra Clothing" حضورا قويا في العديد من دول المنطقة، بفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للترويج للأزياء التقليدية. ويقول مودي تيجان فال إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في نجاح الأعمال التجارية، حيث تمكن من عرض المنتجات والوصول إلى جمهور واسع بنقرة واحدة.
وتشكل الأزياء التقليدية انعكاسًا لتاريخ وثقافة ومجتمع السنغال. ومن خلال الأسلوب اللباسي، يمكن تأكيد هوية ثقافية خاصة بكل بلد، وفي هذا السياق، يُعد الزي الأفريقي تراثا ثقافيا رائجا يسمح للمبدعين والمصممين الشباب بالترويج لاستهلاك المنتجات المحلية بملابس عملية تناسب الحياة اليومية.
ومع ذلك، هناك نقطة سلبية اذ لا يزال المصممون يعتمدون بشكل كبير على الاستيراد فيما يتعلق بالأقمشة واللوازم التي تأتي أساسا من أوروبا وآسيا، وهذا هو التحدي الكبير لاستهلاك المنتجات المحلية والذي يتطلب التحكم في كامل سلسلة القيمة من الإنتاج إلى التسويق.
أصل الخبر