الأمن بالنسبة للدول كالصحة بالنسبة للأفراد، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، وكذلك الأمن بالنسبة للدول فهو تاج على رؤوس الدول الآمنة والمستقرة لا تراه إلا الدول التي تعاني من صراعات عرقية أو حروب أهلية.
فهل فيكم مثلا من يحب أن يُشاهد والده يتسول عند ملتقيات الطرق في دمشق؟
وهل فيكم من يحب أن يشاهد والدته تُصارع من أجل البقاء على قيد الحياة في مخيم للاجئين الموريتانيين في مالي؟.
لنعلم جميعا أن بلادنا ليست محصنة ضد ما جرى وما يجري في بعض الدول العربية والإفريقية من حروب وفتن داخلية، ولنحمد الله على نعمة الأمن في بلادنا، فهي نعمة عظيمة، لا تقدر بثمن، وعند فقدانها ـ لا قدر الله ـ ستدركون بأن كل المطالب الأخرى هي مجرد مطالب ثانوية من الدرجة الثالثة أو الرابعة، فلنحافظ على هذه النعمة العظيمة بالابتعاد عن نشر كل ما من شأنه أن يُنمي الكراهية أو يؤجج الصراع بين مكوناتنا الوطنية أو يؤدي إلى أعمال شغب أو عنف يتضرر منها الأبرياء.
إن السبب الأول الذي جعلنا في "منتدى 24 ـ 29" ندعم المرشح الفائز محمد ولد الشيخ الغزواني هو قناعتنا الراسخة أنه هو المرشح الوحيد القادر على توفير الأمن لبلادنا في هذه الظرفية العصيبة من تاريخ منطقتنا، والتي تكثر فيها الانقلابات، وتتنامى فيها الحركات المسلحة، ويتسع فيها صراع ونفوذ القوى العظمى.
ونحن في المنتدى على قناعة تامة بأن الأمن في بلادنا لا يمكن أن نحافظ عليه في السنوات القادمة إلا إذا طبقنا برنامج "طموحي للوطن" بصرامة وفاعلية، خصوصا في مرتكزاته الإصلاحية التي تحدثنا عنها في بياننا التأسيسي:
1 ـ محاربة الفساد بشكل جدي وصارم، فتفشي الفساد أصبح يهدد اليوم تماسك بلدنا واستقراره، وإذا لم نحارب الفساد بجدية فإن أمن بلادنا سيبقى دائما في خطر؛
2 ـ التمكين للشباب.. لن ننعم في هذه البلاد بالأمن في السنوات القادمة، إذا لم نطلق برامج طموحة لإنقاذ شبابنا من تفشي الجريمة، وتعاطي المخدرات، والتسرب المدرسي، وانتشار البطالة، وتنامي روح اليأس والإحباط.
3 ـ إصلاح الإدارة والاعتماد على أصحاب الكفاءة والاستقامة في تنفيذ برنامج "طموحي للوطن"، فالإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بالمصلحين، أي بتعيين أصحاب الكفاءة المشهود لهم بالاستقامة ونظافة اليد من المال العام.
إن تحصين بلادنا أمنيا خلال المأمورية القادمة، يحتاج لجيش وطني قوي وإلى قوات أمن يقظة، ويحتاج كذلك، وبدرجة ليست أقل، إلى الاهتمام بالشباب، ومحاربة الفساد، وإصلاح الإدارة، وقد احتلت هذه الملفات الثلاثة الصدارة في التزامات المرشح الفائز، وفي خطاباته في الحملة، ولذا فعلى كل داعمي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الصادقين والمخلصين في دعمهم، أن يساعدوه في الوفاء بما التزم به للشعب الموريتاني الذي صوت له بنسبة 56.12%، ومكنه ـ بالتالي ـ من الفوز في الشوط الأول من انتخابات 29 يونيو 2024.
#منتدى24ـ 29
حفظ الله موريتانيا..