لا يعاني سكان أغلب مدن الضفة في موريتانيا من الأزمة التي تعيشها بقية البلاد جراء قطع السلطات للأنترنت عن الهواتف المحمولة، في سعي لمواجهة الانفلات الأمني الذي أعقب الإعلان عن فوز الرئيس الغزواني، ورفض منافسيه بيرام ولد الداه ولد اعبيدي وآمادو بوكار الاعتراف بالنتائج.
فمنذ سنوات يتمتع سكان المدن والقرى الممتدة على طول سهل شمامة والعطف، الرابط بين ولايات اترارزة ولبراكنة وغورغل وكيدماغا بخدمة إنترنت قوية، وهو ما يجعلهم في وضعية "اتصال" عكس شركائهم في بقية الوطن الذين هم في حالة انفصال عن العالم الخارجي.
ومن المفارقة أن منطقة الضفة هي أكثر المناطق تأزما بسبب نتائج الانتخابات، حيث شهدت أحداث شغب عنيفة، أعقبها وفاة ثلاثة أشخاص في مخافر الشرطة، فضلا عن الأذى والإصابات التي تعرض لها بعض أفراد القوى الأمنية.
وتغطي شبكات الانترنت السنغالية مدن انجاكو، روصو، انتيكان، جدر المحكن، بوكي بابابي امبان، انيابينا كيهيدي، مقامة، كوري....
وإلى جانب الارتباط بالشبكة السنغالية، فإن تأثير الإعلام السنغالي عبر الإذاعات المحلية والمتعددة، قوي جدا على السكان الذي يتمتعون بتداخل اجتماعي قوي جدا مع سكان الضفة الاجتماعية.
وتشترك بعض القرى على الضفتين في العادات والمصاهرات وحتى في المقابر المشتركة، كما أن لشيوخ الصوفية السنغاليين تأثيرا قويا على سكان تلك المناطق.
ويفضل بعض الموريتانيين زراعة الأراضي السنغالية على الموريتانية لسهولة النظم الحاكمة للأراضي الزراعية.
ويرتبط السكان في الضفة الموريتانية ، وبالمصحات والمراكز الصحية السنغالية على نظيرتها الموريتانية، لما تقدم من خدمات مميزة مقارنة بنظيرتها الموريتانية.
وزيادة على ذلك فإن المنطقة تتمتع بتبادل اقتصادي نوعي مع الولايات السنغالية، التي تستورد كما كبيرا من حاجياتها من الأسواق الموريتانية، وخصوصا من روصو وكيهيدي، فيما يستورد الموريتانيون كثيرا من مواد البناء والصناعات السنغالية البسيطة.
وتمثل العمالة السنغالية والمالية جزء كبيرا من النسيج الاجتماعي في هذه المدن، التي استقطبت أيضا عددا كبيرا من سكان ولايات الشرق والوسط الموريتاني نظرا لجاذبيتها الاقتصادية.