أفادت مصادر دبلوماسية جزائرية "العربي الجديد" بأنه تقرر تعيين سفير الجزائر في بيروت، رشيد بلباقي، سفيراً للجزائر في القاهرة ومندوباً دائماً لدى الجامعة العربية وأشارت إلى اضطلاعه بالشؤون العربية بحكم عمله في عدد من الدول العربية كتونس ولبنان، ويتوقع وصوله إلى القاهرة مباشرة بعد موافقة الحكومة المصرية بشأن اعتماده. وبذلك، يصبح بلباقي خامس سفير للجزائر في مصر منذ عام 2019، ويأتي هذا التعيين بعد شهر على إنهاء مهام السفير الجزائري السابق، حسن رابحي، لدواعٍ غير معلنة.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أنهى بشكل مفاجئ مهام رابحي بعد أقل من أسبوع على تعيينه وبعد يوم واحد من تسليم أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري، دون الكشف عن دوافع هذا القرار المفاجئ. وتثير سرعة تغيير سفراء الجزائر في القاهرة تساؤلات جدية حول خلفيات ذلك، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة لاسيما بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما يستدعيه ذلك من عمل دبلوماسي مستقر مع القاهرة للسماح بمتابعة أدق لهذه التطورات وإجراء الاتصالات اللازمة لا سيما بخصوص الجالية الجزائرية في غزة وإجلاء المصابين، بالإضافة لأنشطة الهيئات الخيرية الجزائرية العاملة في القطاع.
وشهدت السفارة الجزائرية في القاهرة تداول خمسة سفراء منذ عام 2019 وهم: صالح لعجروي، من أغسطس/آب 2019 حتى فبراير/شباط 2022، ثم عبد الحميد شبيرة، من مارس/آذار 2022 حتى سبتمبر/أيلول 2023، تلاه السفير عبد العزيز بن علي شريف، الذي شغل المنصب لفترة خمسة أشهر بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى إبريل/نيسان الماضي، قبل أن يخلفه حسن رابحي لفترة قصيرة.
وكان الرئيس الجزائري تبون أجرى حركة تغيير واسعة في السلك الدبلوماسي الجزائري، في مارس/آذار الماضي، تضمنت 28 سفيراً وستة قناصل، أبرزهم سفراء الجزائر في كل من القاهرة وباماكو وروما، وقالت وزارة الخارجية الجزائرية وقتها في بيان إن هذه التعيينات "تستهدف تفعيل الجهاز الدبلوماسي، وتحسين أداء العمل الدبلوماسي، في ظل الرهانات الحالية، وضمان رعاية أمثل للجاليات، على أن تصبح التعيينات سارية بمجرد إتمام الإجراءات التنظيمية المطلوبة".