السنغال من الفرنسية الى العربية....؟ 

 ابن عمر / منسق جبهة الطلبة المستعربين في السنغال

بقلم: ابن عمر / منسق جبهة الطلبة المستعربين في السنغال

اللغة العربية تحتل مكانة خاصة في السنغال بفضل تأثيرها الديني والثقافي العميق. تاريخيًا، كانت السنغال واحدة من الدول الأفريقية التي احتضنت الإسلام في مراحل مبكرة، مما جعل اللغة العربية جزءًا من الهوية الدينية والتعليمية للبلاد. ومع ذلك، تبقى اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية والإدارية في السنغال، نتيجة للاستعمار الفرنسي الذي امتد لعقود طويلة.

 الخلفية التاريخية للعربية في السنغال

العربية في السنغال ليست مجرد لغة دينية، بل هي جزء من النسيج الثقافي والتعليمي للمجتمع. يعود وجود اللغة العربية في السنغال إلى القرون الوسطى، حيث لعبت دورًا محوريًا في انتشار الإسلام والتجارة بين شمال وغرب أفريقيا. الكثير من السنغاليين تعلموا اللغة العربية من خلال المدارس القرآنية، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من نظام التعليم التقليدي.

 الدور الحالي للغة العربية : 

اليوم، تُستخدم اللغة العربية بشكل رئيسي في السياقات الدينية والتعليمية. المدارس القرآنية والمساجد تعلّم اللغة العربية، بينما العديد من السنغاليين يعتبرونها لغة مقدسة ومهمة للتواصل مع النصوص الدينية. علاوة على ذلك، هناك محاولات لتعزيز مكانة اللغة العربية في التعليم النظامي، خاصة في الجامعات والمعاهد الإسلامية.

 الشائعات حول تغيير لغة الإدارة إلى العربية

انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات حول نية الرئيس السنغالي الجديد تغيير لغة الإدارة إلى اللغة العربية. من المهم توضيح أن هذه الشائعات ليست صحيحة ولا تستند إلى أي تصريحات رسمية أو خطط حكومية معلنة. استخدام اللغة الفرنسية كلغة رسمية في السنغال متجذر بعمق في النظام الإداري والتعليمي للبلاد، وأي تغيير جذري في هذا السياق يتطلب تعديلات قانونية ودستورية شاملة.

التحديات والواقعية

حتى إذا كانت هناك نية لتعزيز مكانة اللغة العربية، فإن تغيير لغة الإدارة يتطلب مواجهة تحديات كبيرة. من بين هذه التحديات:

1. البنية التحتية التعليمية: يتطلب إعداد كوادر مؤهلة تتقن اللغة العربية بمستوى يمكنها من أداء الأعمال الإدارية والفنية.

2. التواصل الدولي: الفرنسية هي لغة التواصل الدبلوماسي والتجاري للسنغال مع العديد من الدول، وتغييرها سيؤثر على العلاقات الدولية والتجارية.

3. التنمية والتكنولوجيا: معظم المحتوى العلمي والتكنولوجي المتاح في السنغال مكتوب بالفرنسية، وتغيير اللغة يتطلب جهودًا كبيرة في ترجمة وتكييف هذا المحتوى.

4. الانسجام الوطني: السنغال بلد متعدد اللغات والثقافات، وأي تغيير في اللغة الرسمية يحتاج إلى توافق وطني ودعم من جميع شرائح المجتمع.
واخيرا، 
رغم المكانة المتميزة التي تحتلها اللغة العربية في السنغال، لا توجد نية حالية لتغيير لغة الإدارة من الفرنسية إلى العربية. اللغة الفرنسية تظل هي اللغة الرسمية للإدارة والتواصل الدولي، بينما تستمر اللغة العربية في أداء دورها المهم في المجالين الديني والتعليمي. من الضروري استقاء المعلومات من مصادر موثوقة وتجنب الشائعات التي قد تثير البلبلة في المجتمع.