بعد أكثر من عشر سنوات على إطلاق مياه سد مانانتالي لتزويد نواكشوط بمياه الشرب استفاق سكان العاصمة على تدفق مصدرهم الوحيد للشرب وقد توقف.
كان وزير المياه حينها سيدي أحمد ولد محمد رفقة رئيس الجمهورية في زيارة لبعض مدن الداخل..
كان الوزير قد وضع رئيس الجمهورية في صورة الكارثة التي تنتظر العاصمة قبل أشهر من حدوث الخلل. في زيارته التفقدية بعيد استلامه المنصب في أول تعديل على حكومة رئيس الجمهورية الأولى، سأل وزير المياه المهندسين في محطة السد الرئيسة عن مصادر الطاقة التي تزود المحطة، فرد عليه أحد المهندسين بأنه مصدر وحيد.
سأل الوزير بحضور مرافقيه المهندس عن البدائل في حال انقطعت الكهرباء، فأجاب بأن انقطاعاتها لا تطول كثيرا!
أيقنت الجهات العليا بأن كارثة عطش تنتظر العاصمة وقد لا يطول انتظارها. العاصمة تتزود من مصدر مياه واحد، يغذيه مصدر طاقة وحيد..
كان القرار واضحا بأن مسألة الأمن المائي للعاصمة يجب أن تحل.. وبدأ العمل.
اليوم وبعد سبعة أشهر من العمل المتواصل يدشن رئيس الجمهورية، رفقة وزير المياه محمد الحسن ولد بوخريص، محطة جديدة لتزويد محطة الضخ بالطاقة. سيكون مصدر الطاقة الجديد بمثابة صمام الأمان الأول للعاصمة من العطش.. هل انتهى الأمر هنا؟
فضيحة أن تكون العاصمة مزودة عن طريق مصدر واحد للمياه لا ينام عنها عاقل، أحرى إن كان رجل دولة ذو رؤية استراتيجية.
اتخذ القرار بالسرعة المطلوبة، أجريت الدراسات على عجل، وحصل التمويل بسرعة، وبدأ العمل في توسعة شبكة بحيرة إديني لتكون المصدر الثاني لتزويد العاصمة بالمياه.. وفي الأفق دراسة بناء محطة لتحلية مياه البحر لتكون مصدرا ثالثا يتم منظومة الأمن المائي للعاصمة نواكشوط، بعد ستين سنة من التهديد بالعطش القاتل.
واستبعد بفضل الله سيناريو كارثي كان هاجسا مزعجا للعارفين بالملف.