شهدت موريتانيا خلال السنتين الماضيتين تراجعا كبيرا في عدد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت والمحمول. وسجلت البلاد خلال سنة 2022، بأكثر من 1.1 مليون مشترك، ما يمثل تراجعا بنسبة 18 بالمائة خلال سنة واحدة.
وترجع هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، أهمها تغير سلوكيات المستهلكين الذين يتوجهون بشكل متزايد نحو الخدمات الرقمية والإنترنت عوض خدمات الاتصالات التقليدية.
ويعود التغيير في تفضيلات المستهلكين إلى الانتشار الواسع للهواتف الذكية وزيادة توفر خدمات الإنترنت بأسعار معقولة. كما يفضل المستخدمون استخدام تطبيقات المراسلة الفورية والشبكات الاجتماعية للتواصل، مما يقلل من الاعتماد على المكالمات الهاتفية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، شجعت الباقات الإنترنتية وتحسن تغطية الشبكة المزيد من الأشخاص على تبني خدمات البيانات المتنقلة.
ورغم انخفاض عدد المشتركين في الهاتف، إلا أن عدد مستخدمي الإنترنت في موريتانيا في ازدياد. حيث ارتفع سنة 2022 عدد مستخدمي الإنترنت في البلاد بنسبة 6 بالمائة ما يعكس التبني المتزايد للتكنولوجيا الرقمية وتفضيلا متزايدًا للخدمات عبر الإنترنت،
ويواجه مشغلو الاتصالات في موريتانيا تحديا كبيرا يتمثل في تكييف عروضهم لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين. و يستثمر العديد منهم في تحسين البنية التحتية للإنترنت لتقديم خدمات أسرع وأكثر نجاعة. كما تُتخذ مبادرات لتعزيز الشمول الرقمي وزيادة الوصول إلى الإنترنت في المناطق الريفية والنائية.
وتؤدي الحكومة الموريتانية دورا حاسما في هذا التحول الرقمي حيث يتم تنفيذ سياسات تهدف إلى تحسين الوصول إلى الإنترنت وتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتشمل هذه التدابير استثمارات في البنية التحتية للاتصالات وتشجيعات ضريبية للشركات التكنولوجية وبرامج تدريب لتطوير المهارات الرقمية لدى السكان.
المصدر
https://afriqueitnews.com/tech-media/chute-libre-mauritanie-perd-11-mill...