الجزائر تصدر الكهرباء إلى أوروبا عبر كابل بحري

تستعد الجزائر لبناء كابل تحت الماء يربط البلاد بأوروبا لتصدير الكهرباء. وهذا المشروع الكبير، الذي هو في مرحلة التعاقد النهائية، سيسمح للجزائر بتصدير فائضها من الكهرباء إلى بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط.

تستعد الشركتان الوطنيتان للطاقة سوناطراك وسونلغاز لإبرام اتفاقيات مع شركاء دوليين لبناء الكابل الكهربائي البحري. وسيمكن هذا المشروع الطموح من تصدير الكهرباء الجزائرية إلى أوروبا، وتعزيز مكانة البلاد كلاعب رئيسي في التحول الطاقي.

أعلن ذلك، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، في تصريح للصحافة خلال زيارته للمركز الوطني لإدارة النظام الكهربائي التابع لشركة سونلغاز. وقال إن “سوناطراك وسونلغاز تستعدان لإبرام عقود لبناء خط كهربائي تحت الماء يربط الجزائر بأوروبا، مما يسمح للجزائر بتصدير الكهرباء التقليدية المولدة من الغاز الطبيعي وكذلك الكهرباء المولدة من مصادر بديلة ومتجددة فقط”.

“مشروع تاريخي للجزائر”

ويشكل تصدير الكهرباء إلى أوروبا جزءا من استراتيجية تنويع صادرات الطاقة في الجزائر. إن البلاد، وهي بالفعل مورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب الغاز ترانسميد وميدغاز، تعمل على توسيع أفقها من خلال معالجة سوق الكهرباء. وأوضح الوزير، الذي وصف المشروع بـ”التاريخي بالنسبة للجزائر”، أن “الاستعدادات جارية لتوقيع العقود، يليها البدء في إنشاء هذا الخط”.

يمثل الاتصال الكهربائي تحت الماء بين الجزائر وأوروبا إنجازًا تكنولوجيًا كبيرًا. ويعكس هذا المشروع، وهو أول مشروع تاريخي من خلال ربط بلد إفريقي بأوروبا مباشرة عبر كابل تحت الماء، طموح الجزائر في ترسيخ نفسها كمورد رائد للطاقة إلى أوروبا.

الجزائر تريد أن تصبح رائدة في قطاع الطاقة

وفي الواقع، إلى جانب تصدير الكهرباء، يعد هذا المشروع جزءًا من رؤية أكثر عالمية للجزائر كمركز إقليمي للطاقة. تتمتع البلاد الغنية بالموارد الطبيعية، وخاصة الغاز الطبيعي، بإمكانات هائلة في مجال الطاقات المتجددة. ومع أشعة الشمس الاستثنائية والمناطق المناسبة لطاقة الرياح وأكثر من 200 مصدر للمياه الساخنة للطاقة الحرارية الأرضية، تمتلك الجزائر كل الإمكانات لتصبح رائدة في إنتاج الطاقة النظيفة.

وبحسب وزير الطاقة والمناجم، من المقرر أن يتم قريبا توقيع عقود بناء الكابل البحري، تليها مباشرة مرحلة بناء البنية التحتية للطاقة. بالنسبة للجزائر، يمثل تصدير الكهرباء إلى أوروبا فرصة استراتيجية. وسيسمح هذا المشروع، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والطاقة بين الجزائر وأوروبا، للبلاد بترسيخ مكانتها كدولة رائدة في قطاع الطاقة في المنطقة.

observalgerie.com/2024/07/22/economie/algerie-exporter-electricite-europe/