اتخذت بوركينا فاسو مؤخرا قرارا هاما يمكن أن يمثل نقطة تحول في علاقاتها مع فرنسا، حيث قامت وزارة الإدارة الإقليمية يوم 10 يوليو الجاري بتعليق ترخيص عمل الشركة الفرنسية "SECURICOM PROTECT"، المتخصصة في خدمات الأمن الخاص.
وتأتي هذه الخطوة في اطار توترات متزايدة بين واغادوغو وباريس. وتتهم السلطات في بوركينا فاسو فرنسا بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد، وهو اتهام ترفضه باريس بشدة، حيث لا تعترف بشرعية المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو.
ويمثل تعليق "SECURICOM PROTECT" ضربة قوية للعلاقات بين البلدين اذ تعمل هذه الشركة في قطاع حيوي للأمن، وهي رمز للتعاون الاقتصادي والأمني بين بوركينا فاسو وفرنسا. و من خلال تعليق أنشطتها، ترسل بوركينا فاسو إشارة قوية عن نيتها الابتعاد عن شريكها الاستعماري السابق.
وتأتي الاتهامات بزعرعة الاستقرار التي وجهتها بوركينا فاسو في ظل مناخ من الشك وانعدام الثقة المتزايد تجاه فرنسا. في الوقت نفسه، تظهر بوركينا فاسو علامات على التقارب مع قوى أخرى خاصة روسيا.
وقد يكون لهذا التحول الاستراتيجي تأثيرات كبيرة على السياسة الإقليمية والديناميكيات الأمنية في غرب إفريقيا.
ان قرار تعليق أنشطة "SECURICOM PROTECT" ليس مجرد إجراء إداري، بل هو عمل رمزي في إعادة توجيه تحالفات بوركينا فاسو، بينما يتنقل البلد في مشهد جيوسياسي معقد، يؤكد هذا القرار الابتعاد التدريجي لواغادوغو عن باريس وإمكانية التحول نحو تحالفات جديدة خاصة مع موسكو.
المصدر
https://www.maliweb.net/international/le-burkina-faso-pousse-la-france-a...