يوم المرأة الافريقية: كفاح النساء الماليّات من أجل المساواة في الحقوق

يوافق 23 يوليو من كل سنة الاحتفال بيوم المرأة الافريقية، وهو فرصة لتسليط الضوء على إنجازات وتحديات النساء الافريقيات.

بدأ الاحتفال بهذا اليوم في 31 يوليو 1962، وهو تاريخ إنشاء منظمة المرأة الافريقية في دار السلام، تنزانيا، تحت رعاية منظمة الوحدة الأفريقية والتي تعرف اليوم بالاتحاد الأفريقي. وفي مالي، يحتل هذا اليوم أهمية خاصة حيث تواصل النساء كفاحهن من أجل حقوقهن في ظل ظروف سياسية واجتماعية صعبة.

وتم تبني قانون 052 في مالي عام 2015، الذي ينص على أن تشغل النساء ما لا يقل عن 30 بالمائة من المناصب في المؤسسات المنتخبة أو المعينة. ورغم هذا التقدم التشريعي، إلا أن تطبيق القانون مازال غير مكتمل. 

و تشكل حاليا النساء 29 بالمائة فقط من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي البالغ عددهم 147 عضوا. إضافة إلى ذلك، تشغل النساء ستة مناصب فقط من بين 28 عضوا في حكومة الانتقال، مما يعادل 21 بالمائة. ويحد هذا التمثيل الناقص من تأثيرهن في اتخاذ القرارات السياسية الحاسمة للبلاد.

و وضع النساء في القطاعات العامة الأخرى ليس أفضل بكثير. ففي سنة 2021، شكلت النساء 15 بالمائة فقط من مديري الخدمات المركزية و11 بالمائة من السفراء. 
ولم يستثنى القطاع القضائي فالنساء ممثلات بشكل ضئيل بين القضاة والمحامين وغيرهم من المحترفين في مجال القانون.

كما يوجد جانب آخر مقلق و هو العنف القائم على النوع الاجتماعي. ورغم المحاولات التشريعية، لا توجد قوانين محددة لحماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي في مالي. ويترك هذا الفراغ القانوني النساء عرضة لمختلف أشكال الإساءة دون حماية قانونية كافية. و في عام 2021، أظهرت إحدى الدراسات أن النساء الماليّات غالبًا ما يقعن ضحايا للعنف المنزلي، مع قلة الدعم من السلطات لحمايتهن أو محاكمة المعتدين.

ولا شك ان العوائق أمام تمكين النساء الماليّات هي عديدة ومتنوعة. و تفضّل الأعراف الدينية والثقافية التقليدية الهيمنة الذكورية.

اقتصاديا، تواجه النساء تحديات كبيرة، بما في ذلك قلة الوصول إلى الموارد المالية وفرص التعليم. وهذه العوائق الاقتصادية والتعليمية تحد من فرصهن في التنمية الشخصية والمهنية.

 إجراءات ضرورية

لتعزيز وضع النساء، تحتاج مالي إلى اتخاذ عدة إجراءات. من الضروري تطبيق قانون 052 بصرامة لزيادة تمثيل النساء في المؤسسات السياسية والإدارية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد برامج التدريب على القيادة وتطوير المهارات النساء في الاستعداد لتولي أدوار المسؤولية. كما ان الدعم المالي ضروري لتعزيز الاستقلال الاقتصادي للنساء وذلك من خلال القروض الصغيرة وغيرها من المبادرات الاقتصادية،

وتلعب منظمات المجتمع المدني دورا اساسيا في هذا النضال. ويواصل تجمع نساء مالي، وشبكة النساء الأفريقيات الوزيرات والبرلمانيات وغيرها من المجموعات، الدعوة إلى زيادة شمول النساء في العمليات السياسية. وتشمل هذه الجهود حملات التوعية والتدريب ومشاريع تعزيز القدرات لمساعدة النساء على التأكيد على وجودهن في الساحة السياسية والاجتماعية.

يعد يوم المرأة الأفريقية فرصة لتذكير الجميع بالتقدم المحرز والتحديات المستمرة في الكفاح من أجل حقوق النساء في مالي. ورغم أهمية التقدم التشريعي مثل قانون 052، فإن تنفيذها الفعلي لا يزال تحديا كبيرا. 
تواصل النساء الماليّات، بدعم من المنظمات المحلية والدولية، الكفاح من أجل مستقبل أكثر مساواة وعدالة.

المصدر

https://www.maliweb.net/societe/journee-panafricaine-des-femmes-le-comba...