اكتساب العلوم وقصدهم بها العلوم التجريبية التي تصنع الآلات مهم، لكننا بالغنا فيه إلى حد أننا نسينا العلوم الإنسانية التي تصنع الإنسان.. جميع الدول المتقدمة احتفظت للعلوم الإنسانية وفي مقدمتها الفلسفة التي تصقل العقول بمكانتها في الدراسة وفي الشغل كمصدر أول للاكتتاب في الوظائف السياسية والديبلوماسية والإدارية..
وفي موريتانيا مع الأسف تناسى الجميع العلوم الإنسانية في غمرة الركض خلف العلوم التجريبية فضاعت المعرفة والآداب والأخلاق.. أما خريجو العلوم التجريبية باستثناء خريجي الطب فإما بقوا في الخارج وإما استسلموا للبطالة في موريتانيا أو توظفوا في أمور أخرى وقليل منهم من استفاد من تخصصه...
أدعو فخامة الرئيس إلى إنشاء رالي للعلوم الإنسانية خاص بالفلسفة والآداب، وأدعو الآباء إلى تشجيع أبنائهم على الشعب الأدبية فذلك على العموم أجدى وأنفع.. فالفرق شاسع بين صناعة الإنسان وصناعة الآلة... غير ذلك يسمى بالهرم المقلوب...