بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شكلت الحكومة الجديدة - والحمد لله ! - بين الدعائم القديمة الأربعة واستحداثات جديدة من أصل قديم تظهر المحاصصات الأسرية والقبلية بجلاء. ولقد لاحظنا إضافة مسميات وألقاب طويلة لبعض الوزارات تشبه عملية "تركاب الدفيه و لخراب" .
لن أعلق اليوم على تشكيلةالحكومة ، لأنها ما زالت تحت " لحوال" حتى تخرج من الأربعين كما هي العادة لكل مولود جديد يخاف عليه من مس الشياطين. لن نقول في هذا المقام إلا " بسم الله اعليه " حفظا من كل شيطان مارد .
إن ما يهمنا اليوم، أن يبدأ الفريق الجديد الوزاري بتحديث استراتجيات كل قطاع بعد تشخيص وضعيته الحالية وإعادة هيكلته طبقا للمهام والأهداف الجديدة. وفي هذا السياق من الضروري إنشاء إداراة للتخطيط والتقييم والمتابعة في كل وزارة وتعزيز دور التفتيش والرقابة الفعلية المتواصلة على تنفيذ البرامج والمهام طبقا لجدول زمني محدد مسبقا ، وأن نطالب بإلحاح جعل الكفاءات المتوفرة في الوظائف المناسبة لها من حيث الخبرة والمستوى المهني والمعرفي .
إن تقليص الإدارات من كثرة عدد المستشارين والمكلفين بالمهام والمديرين والعمال الذين ليست لهم مهام محددة أو فعلية، أمر ضروري لتخفيف الأعباء المالية واستخدام أمثل للمصادر البشرية المعطلة حاليا في "اكراج " كل القطاعات. كما نوصي بإعداد خطة لتكوين وتأهيل العمال وترقيتهم وتحسين وضعهم المادي والمعنوي وتوفير كل اللوازم لمساعدتهم في تأدية واجبهم في ظروف جيدة وعلى أكمل وجه .
إننا نتطلع إلى أن تقوم الحكومة بإصلاح شامل للإدارة وتعمل بكل جدية لحل كبريات المشاكل الوطنية الحالية كالأمن والتغيرات المناخية والهجرة والتعليم والصحة والبنية التحتية ومكافحة الفقر والبطالة والتصحر ، ووضع تصور لتنمية محلية دينامكية وشاملة توفر فرص للتشغيل وتحسن ظروف المعيشة للسكان.
إن مكافحة الفساد والرشوة هي أول أولويات الإصلاح المرتقب والضامن الوحيد للنجاح في تأديةالخدمات وجودتها و ترشيد الموارد المالية و إنفاقها في محلها. إننا كنخبة سنراقب عمل الحكومة بصفة مدنية وبروح من المواطنة الحازمة والهادئة والمتزنة لمساعدتها في السير إلى الأمام في خطوات ثابتة إلى الإصلاح المنشود ونساعدها لتجاوز التحديات والعراقيل المحتملة .
والله ولي التوفيق
نوكشوط 6 - 8 - 2024