بسم الله الرحمن الرحيم...
.
بعد مخاض عسير تم الإعلان عن حكومة صاحب الفخامة الأولى لمأموريته الثانية في وهن من الليل، و التي حسب البرنامج الإنتخابي ( طموحاتي )، ستعمل على إجتثاث الفساد و المفسدين من جميع القطاعات الحكومية ، و تسهر على خلق وظائف و ظروف مناسبة لدمج الشباب و فتح باب الأمل من جديد، بعد موجات الهجرة الكبيرة في صفوفهم إتجاه الغرب و بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن حياة كريمة.
وقد إنتدب السيد الرئيس، لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، السيد المختار أجاي على رأس فريق حكومي، تمت المحافظة فيه على وزاراء السيادة في الحكومة السابقة، و أدخل وجوه جديدة لم تجرب من قبل و ليس لها تاريخ في تسيير المال العام، من ذوي الإختصاص في مجالاتهم.
الآن أمام واقع جديد ستتضح ملامحه في أول مائة يوم من تسيير الحكومة الجديدة، فإما أن نرى إقالات بالجملة للمفسدين و استرجاع ما أمكن من المليارات المنهوبة، و إحالة ملفات من أثبت التفتيش تورطهم إلى محكمة مكافحة الفساد، و نرى إستحداث وظائف جديدة في القطاع العام و الخاص لدمج كم معتبر من العاطلين، و منح قروض ميسرة لتمويل مشاريع مدرة للدخل و خالقة لفرص التشغيل، و المساهمة في تخفيف وطأة المعيشة من خلال مراجعة أسعار المواد الأساسية و العمل على دعمها عن طريق الأدوات المالية و الإقتصادية المعروفة، و دعم القوة الشرائية، و العمل على تحسين الخدمة العمومية بشكل عام، و خاصة الخدمات الصحية و التعليمية، و خدمة الماء و الكهرباء، و البدء في إقامة مشاريع بنى تحتية تساهم في تخفيف الإزدحام على المستشفيات و في الفصول الدراسية و على طرق المواصلات...
و إما أن يظل الواقع على ما كان عليه، ونعيش حالة جمود، وتتواصل معانة المواطن أمام المكاتب الإدارية و في المستشفيات و أمام مكاتب شركتي الكهرباء و الماء و الحرمان من خدمات التعليم و النقل...
و تختبئ الحكومة وراء سياسة إعلامية و بروبوكاندا جوفاء، و تتكئ على جميع أفعال المضارع و عبارت التسويف التي لا تطعم و لا تسقي المواطن و لا تمنحه الكهرباء و لا التعليم و لا الوظيفة... ، و يتواصل نزيف الهجرة في صفوف الشباب.
مائة يوم الأولى من تسيير الحكومة كافية لنيل ثقة المواطن، الذي أضحى أكثر وعيا و نضجا، و لن يمنح ثقته إلا للمنجز الملموس، و لن ينساق وراء السراب
و الله ولي التوفيق...