المغرب على حافة العطش:: طوارئ الإجهاد المائي في عز الصيف

مع دخول الصيف على قدم وساق، يحتل النقاش حول الإجهاد المائي مركز الصدارة مرة أخرى. ويرتفع مستوى الزئبق إلى ذروته، ويتبخر الماء بمعدل متزايد، مما يعرض حتى المياه الجوفية للخطر. ويتطلب هذا الوضع الحرج، الذي تفاقم بسبب نقص وعي المواطنين، اتخاذ إجراءات فورية. ما يجب القيام به؟

ردا على سؤال حول هذا الموضوع من قبل هسبريس إف آر، محمد بن عطا، الخبير البيئي ومنسق التجمع البيئي لشمال المغرب، يعترف بأننا اليوم "نعيش على إيقاع حالة طوارئ ملحة: التهديد المتزايد الذي تمثله موجة الحر على وطننا الغالي". المياه الجوفية. لقد أصبح الإجهاد المائي مثيرا للقلق، مع تزايد جفاف احتياطيات المياه الجوفية لدينا وعطشها. إن الزئبق آخذ في الارتفاع، مما يزيد من هذا التهديد إلى أبعاد حرجة.

كل عام من الجفاف يجعلنا نقترب بشكل خطير من أزمة العطش الوطنية. وأعلن بن عطا، مستذكرا كلام المسؤولين، أنه “خلال اجتماع حاسم بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، وممثلي القطاع الفلاحي للتحضير للموسم المقبل، تم إغفال صارخ”. وأشار إلى أن المياه الجوفية، على الرغم من أنها ضرورية لأمننا المائي، تم تجاهلها تماما لصالح الإشارة فقط إلى السدود.

لم يعد من الممكن تجاهل هذه الأزمة الوشيكة، كما يحتج المدافع المتحمس عن البيئة. ومع ارتفاع درجات الحرارة الحالية، يهدد التبخر بتجفيف الاحتياطيات. وبالنسبة له، من الضروري أن يقوم المغرب بمراجعة شاملة لاستراتيجياته للتعامل مع تغير المناخ الذي أدى إلى انخفاض مثير للقلق في مواردنا المائية. ويتعين علينا أن نتوقف عن التركيز على التصدير فقط وأن نبدأ في حماية مواردنا الحيوية.

وأشار الوزير إلى التوسع في المساحات المروية، “ولكن كيف يمكننا توسيع شيء ما ومواردنا المائية تتناقص بشكل كبير منذ الستينيات؟”، تساءل المختص، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لمراجعة استغلالنا للمياه الجوفية. إنها ليست مجرد مسألة حيازة الأبهة والمال؛ إنها مسألة بقاء وطني، كما يصر المتخصص.

وتعاني العديد من المدن المغربية بالفعل من انقطاع المياه، ويلوح التهديد في جميع المناطق. وفي معرض عرضه للحلول التي تقترحها الحكومة، يقول بناتة إن “تحلية المياه يمكن أن تكون حلاً لمدننا الساحلية، ولكن كيف سنلبي احتياجات الآخرين؟ الوضع حرج ويجب أن نتحلى بالشفافية ونقدم إحصائيات دقيقة ونرفع مستوى الوعي بين سكاننا بمدى إلحاح الوضع.

وبالإشارة إلى الحملات التوعوية، يشير متحدثنا إلى أنه «من غير المقبول أن عاداتنا المنزلية لم تتطور بعد في مواجهة هذه الأزمة الوشيكة. حمامات السباحة التي تعمل بكامل طاقتها بالمياه الصالحة للشرب أو المياه الجوفية هي ترف لم يعد بإمكاننا تحمله. يجب علينا أن نعمل الآن، أن نعمل معًا، لحماية أغلى ما لدينا: مياهنا.

بعد خمس سنوات متتالية تميزت بالجفاف المستمر الذي اجتاح المملكة، لم تكن خطورة الوضع أكثر وضوحا من أي وقت مضى. وفي هذا الصدد، لا بد من حشد الجهود المشتركة لتجنب العطش، وهو واقع لا يزال الكثيرون يجهلون خطورته.

ترجمة موقع الفكر 

أصل الخبر 

fr.hespress.com/377971-au-bord-de-la-soif-lurgence-du-stress-hydrique-en-plein-ete-au-maroc.html