تزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب.. كلامُ الليلِ يمحُوهُ النهارُ- موقع الفكر

يوم 21 أغسطس 2023، نشرت صفحة وزارة المياه والصرف الصحي،  بيانا  قدمه الوزير إسماعيل عبد الفتاح في اجتماع الحكومة، يتعلق بتزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب، استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية  محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء زيارته الأخيرة- ساعتها- لمنشآت آفطوط الساحلي.

وهذا نص التصريح: "قدم معالي الوزير السيد إسماعيل عبد الفتاح اليوم الاثنين في اجتماع الحكومة، بيانا يتعلق بتزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب، استجابة لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء زيارته الأخيرة لمنشآت آفطوط الساحلي.

وتضمن البيان المقدم الوضعية الراهنة لتزويد نواكشوط بالماء الصالح للشرب والأسباب الرئيسية لاضطراب خدمة الإمداد بالمياه إضافة للحلول المقترحة لحل هذا الإشكال.

وجاء في البيان ان نواكشوط "تزود حاليا من مصدرين هما آفطوط الساحلي وإديني، حيث تصله من آفطوط كمية إنتاج تقدر بـ 130 ألف متر مكعب في اليوم، و45 ألف متر مكعب يوميا من إديني"، في الحالة الطبيعية.

وأضاف البيان أنه "في مواسم الأمطار وخصوصا في موسم الأمطار الحالي ارتفعت نسبة تعكر النهر متجاوزة الحاجز الطبيعي الذي هو 900 وحدة، مما أدى إلى تسجيل نقص حاد في الإنتاج خلال الأيام الماضية تراوح بين 40 و50 في المائة".

وأكد البيان أن الأسباب المؤدية لهذه الوضعية متعددة، لعل أولها هو تأخر تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الساحلي، حيث كان مبرمجا أن تتم توسعته قبل 2020 ليصل إنتاجه إلى 226 ألف متر مكعب في اليوم، إضافة إلى ضعف الصيانة الوقائية لمنشآت المشروع وعدم وجود فائض في إمدادات الطاقة لمواقع إنتاج مياه الشرب وأخيرا عدم تغطية شبكة التوزيع لكافة الأحياء فضلا عن عدم السيطرة على التسربات المائية.

وخلص البيان إلى أنه وأمام هذه الإشكاليات سيعمل القطاع هذه الأيام وبتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية على اتخاذ بعض التدابير أولها إعادة التأهيل والتوسعة الجزئية لمحطات الضخ في آفطوط الساحلي وتعزيز وتأمين الإنتاج في إديني وتشخيص وضعية منشآت المعالجة بهدف إعادة تأهيلها قبل موسم الأمطار المقبل، في انتظار الحل النهائي الذي يتمثل في إنجاز أشغال المرحلة الثانية من شبكة آفطوط الساحلي بغية رفع مستوى الإنتاج ليصل إلى 226 ألف متر مكعب، مع البحث عن تمويل لتوفير مصدر ثالث لتزويد العاصمة بالماء الصالح للشرب وهو إنجاز محطة لتحلية مياه البحر بسعة 200 ألف متر مكعب في اليوم، على ثلاثة مراحل.

وعلق معالي الوزير هذا المساء في المؤتمر الصحفي للحكومة على مضمون هذا البيان".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يحق لنا كمهتمين أن نتساءل  ماذا تحقق من تلك الالتزامات والوعود بعد سنة من ذلك التاريخ.

- هل تحسنت خدمة المياه في المدينة المليونية أو في بعض الأحياء.

-هل اكتمل مشروع رفد العاصمة بكمية أكبر من الماء القادم  من  بحيرة " إديني".

- أين وصلت توسعة الشبكة القادمة من الحنوب.

- هل اكنمل بناء الخزانات المدعمة للشبكة، سواء الاحتياطية منها أو الأصيلة.

- أين وصل مشروع تزويد العاصمة  بواسطة محطة لتحلية مياه البحر بسعة 200 ألف متر مكعب في اليوم، على ثلاثة مراحل..

- أين وصل موضوع مد الشبكة وتحيينها.

- هل تمت السيطرة على مستوى تعكر المياه دون الحد المسموح به.

كل هذه الأسئلة ونحن لم ننعم برؤية الماء لا في وضح التهار ولا قبل منتصف  الليل.

وكان الوزير وعد في 21 أغسطس 2023 بحل أزمة المياه خلال سنة، ورغمذلك هاهي العاصمة نواكشوط تعيش وضعية مشابهة لما حدث قبل سنة من الآن.

هل من المنطقي أن تتكر ظاهرة العطش  وتتخذ إجراءات وتقدم التزامات، ثم نعود لنفس المربع.

نرجو ان لاتكون  سنة 2023 مثل سابقاتها سنة من الجهد الضائع، وأن لايكون حال  المواطن في 2024  يشبه الحالة التي تحدث عنها بعضهم:  

وقالت: في غدٍ، فمضيتُ حتّى أتى الوقتُ الذي فيه المَزارُ

فقُلتُ: الوَعْدَ سيّدتي، فقالت: كلامُ الليلِ يمحُوهُ النهارُ