قبل ثماني سنوات، نجح الشاب يحيى ولد عالي، ضمن الأوائل في امتحان البكالوريا شعبة الرياضيات في موريتانيا، وحصل على منحة دراسية للجزائر، من بين عشرات الطلاب الموريتانيين الذين يحلمون بمسار دراسي خارج أسوار جامعة الجزائر.
بينما كان رفاقه يحزمون حقائبهم إلى الجزائر، قررت عائلة يحي ولد علي التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث الفرص مفتوحة على مصراعيها أمام كافة شباب العالم الراغبين في تحقيق أحلامهم.
ودرس الطالب الموريتاني علوم الاتصالات وشبكات الإنترنت في الجامعات الأمريكية، قبل أن يتخصص في مجال الأمن السيبراني، لينطلق في طريق غير مألوف للعديد من نظرائه الموريتانيين، الذين تخطى الآلاف منهم الجدار في المكسيك.
الحظر
ولد "يحيى" عام 1998، بينما كان العالم يودع القرن العشرين ويستعد لدخول ألفية جديدة، لكن الصبي الصغير اتبع المسار المعتاد لأقرانه. بدأ رحلته بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. ثم بتعلم أصول العلوم المحظرية وشرح الشعر الجاهلي.
كما درس “يحيى” في مدرسة برج العلم إحدى المدارس الخاصة في نواكشوط، وحصل منها عام 2015 بامتياز على شهادة البكالوريا في الرياضيات، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأ دراسته الأكاديمية. في علوم الإنترنت.
والتحق "يحيى" بجامعة سينسيناتي بولاية أوهايو، المصنفة ثالث أكبر جامعة في العالم من حيث تعليم الأمن السيبراني.
ودرس في كلية الجرائم القضائية والتحقيقات الاتحادية والشؤون الإلكترونية، الجامعة التي تخرج منها عام 2021 على رأس دفعته،.
يقول "يحيى" إنه تلقى خلال دراسته الجامعية العديد من عروض العمل، لكنه قرر العمل في إدارة تابعة للحكومة الأمريكية في مجال التعليم، تابعة لها مدارس في ولاية أوهايو، وهي "التعليم" . ومركز خدمة مقاطعة هاميلتون.
وقام بتزويد هذه الإدارة بخدمات الإنترنت والاتصالات وأنشأ نظامًا خاصًا للاتصال بين جميع المدارس المعنية.
كما عمل كأستاذ مساعد في جامعة سينسيناتي حيث درس وتخرج.
وبعد ذلك، التحق بالقطاع الخاص وانضم إلى شركة “تيسلا” العالمية بعد اتصالات سابقة، باحثاً عن فرصة عمل في واحدة من أكبر وأهم الشركات في العالم، والتي تسيطر على نسبة كبيرة من سوق السيارات الكهربائية.
وتهتم الشركة المملوكة لأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، اهتماما كبيرا بالذكاء الاصطناعي ومستقبله، مما أعطى الشباب الموريتاني فرصة المشاركة في المشاريع الكبرى، وخاصة هيكلة الذكاء الاصطناعي.
ونشرت شركة تسلا على موقعها الرسمي أن يحيى "طالب جامعي في برنامج بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات ويعمل أيضًا كمتدرب في مجال أتمتة الشبكات في شركة تسلا".
وفي حديثها عن الشاب الموريتاني، أضافت الشركة: “قام يحيى بتطوير وبناء وتحسين نظام الشبكة في شركة تيسلا، وسينضم إلينا كمهندس لأتمتة الشبكات بدوام كامل بعد التخرج. »
الحنين إلى الوطن
وقال يحيى، الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقرب من عشر سنوات، إنه يفكر جديا في العودة إلى موريتانيا، رغم كل الفرص المتاحة له في الولايات المتحدة.
وأضاف أنه يطمح إلى مشاركة الخبرات والتجارب التي اكتسبها لتطوير قطاع الاتصالات في موريتانيا وتطوير الأمن السيبراني في بلاده وجعلها من الدول الرائدة في هذا المجال، حسب قوله
وأكد أنه يسعى لتوجيه اهتمام شركة تيسلا ورئيسها التنفيذي نحو المواهب الموريتانية، من أجل الاستثمار فيها وتطويرها، وفق قوله.
ترجمة موقع الفكر
اصل الخبر
https://www.nouvelles-du-monde.com/yahya-ali-des-villes-de-mauritanie-a-...