بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على إطلاق الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية، تشعر كييف بسعادة غامرة بتقدم قواتها. وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا تعزيز وجودها في دونباس.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته "تحقق أهدافها" في منطقة كورسك الروسية. ومنذ بدء الهجوم في 6 أغسطس/آب، سيطرت القوات الأوكرانية على أكثر من 1250 كيلومترا مربعا و92 منطقة محلية في هذه المنطقة، وهي أكبر عملية عسكرية أجنبية على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. الهدف من هذا الهجوم هو إنشاء "منطقة عازلة" بين أوكرانيا وروسيا، من أجل تأمين الحدود والحد من قدرات التعزيز أو الانسحاب للقوات الروسية.
وأعلنت كييف، الأحد، مسؤوليتها عن تدمير جسر ثان على الجانب الروسي من الحدود، مما قلل من احتمالات إرسال تعزيزات للقوات الروسية المتمركزة جنوب نهر سيم. وقد أدت الأعمال العدائية بالفعل إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الحدودية على الجانبين. وبشكل منفصل، أعلنت السلطات الروسية حالة الطوارئ في بلدة بروليتارسك بعد أن تسبب هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية في حريق في مخزونات الوقود، مما أدى إلى إصابة 41 من رجال الإطفاء.
رد الفعل الروسي والمأزق الدبلوماسي
وعلى الرغم من هذا التقدم الأوكراني، إلا أن روسيا تحافظ على موقف غير مرن. وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، اليوم الاثنين، إن المفاوضات "غير مناسبة" في هذه المرحلة، مستبعدا أي مناقشات بعد الهجوم الأوكراني. منذ ربيع 2022، تعثرت المفاوضات بين موسكو وكييف بعد فشل المحادثات الأولى.
تواصل روسيا مطالبة أوكرانيا بالموافقة على ضم بعض مناطقها، في حين يصر فولوديمير زيلينسكي على الانسحاب الكامل للقوات الروسية، بما في ذلك من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014. وأعلن الرئيس الأوكراني عزمه التحضير للسلام. وسوف يتم وضع خطة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، تحسبا لعقد قمة مستقبلية يمكن دعوة الكرملين إليها
الوضع في دونباس
بالتوازي مع هجوم كورسك، لا يزال الوضع في دونباس حرجًا. استولى الجيش الروسي على بلدة زاليزني في منطقة دونيتسك، ويقترب من بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم. أمر الحاكم الإقليمي بالإجلاء القسري للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك، المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 53000 نسمة، مع استمرار الضربات الروسية في التسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
وفي مواجهة هذا التصعيد، دعا فولوديمير زيلينسكي حلفائه الغربيين إلى توفير أسلحة بعيدة المدى لمواجهة التقدم الروسي في شرق أوكرانيا. وعلى الرغم من أن ألمانيا تخطط لخفض مساهماتها في الميزانية في عام 2025، فقد أكدت استمرار دعمها العسكري لأوكرانيا، وعرضت قرضًا بقيمة 50 مليار دولار مضمونًا بفوائد الأصول الروسية المجمدة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن يصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى أوكرانيا يوم الجمعة في زيارة دولة، بينما سيقوم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بزيارة روسيا وبيلاروسيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين بكين وموسكو.
https://www.rfi.fr/fr/europe/20240819-guerre-en-ukraine-%C3%A0-koursk-ob...