سكان قرية "ندغمش" على بعد 32 كم على طريق مطار أم التونسي تلقوا أوامر عليا بترك مساكنهم حيث بدأت عملية الهدم والتكسير القسري للمباني، رغم أنف السكان الذين فوجئوا بهذا القرار، على حد قولهم، رغم ارتباطهم بالأرض واستقرارهم في المكان لعهود ما قبل الاستقلال، بل قبل أن تكون هناك دولة إسمها موريتانيا،
ومع بدء التكسير في ساعات متأخرة من مساء الخميس تحت إشراف السلطات الإدارية، ارتفع هتاف النسوة بالتنديد، بعملية الهدم وتكرير بعض الشعارات من قبيل وصف بعضهم للمأمورية الجديدة بأنها "مأمورية الهدم"
لعنة المكان..
يرى بعض المتضررين أن جريرة السكان الوحيدة ربما وقوع قريتهم في مكان استراتيجي على مقربة من المطار الدولي، ومع ارتفاع أرصدة هذه الأرض في سوق القطع الأرضية..
مما جعل علية القوم يتركون تفرغ زينه ويولون وجوههم شطر تلك المساحات الشاسعة على طول الطريق السريع الموصل لمطار نواكشوط...
على مقربة من هذه القرية يمكن مشاهدة حوزات ومحميات كبار المسؤولين والتجار الذين ضاقوا ذرعا على ما يبدو برؤية السكان الأصليين لهذه القرى فطالبوا بترحيلهم وهدم مساكنهم..
لكن من التقينا به من السكان يتمسك بحقه في تعمير أرضه المهددة بالإخلاء والمصادرة، ويؤكدمضيه قدما في الدفاع عن هذا الحق بالطرق السلمية وفي ذات السياق اخبرنا بعض المتواجدين أن المحكمة امتنعت يوم الحميس عن اتخاذ قرار يوقف الهدم ضد مساكنهم.
أحدهم قال لنا إن هدم المساكن ليس إنجازا أو عملا مشروعا تواجه به الحكومة شعبها في أيامهما الأولى كأنه كعكة التكريم لهم على تزكيتهم لرئيس الجمهورية.
زميله استدرك قائلا ذكرني فعل وزارة الاسكان بقول الشاعر " فا عتبروا من بمفطر بالدبا من بعد صوم سنة"
وزارة الاسكان.. نقف بحزم ضد التعديات
ترى وزارة الاسكان أن هذه المنطقة مغلقة والتعدي عليها حديث، وأنها أمهلت السكان فترة كافية للمغادرة الطوعية.
وأضافت الوزارة في بلاغ مقتضب نشرته ليلة الجمعة "أن المواطنين المعنيين تم إبلاغهم عبر وسائل الإعلام وبصورة مباشرة؛ بضرورة الكف عن بناء أو استغلال الأراضي العمومية، وأخذ أمتعتهم حتى لا تتعرض للإتلاف، لأن المصالح المختصة ماضية في قرار إزالة جميع الاحتلالات".