تصدّرت تركيا ، مجدّداً لائحة الدول المُستوردة للغاز المسال الجزائري ، خلال شهر أوت المنقضي ، بحسب بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية ، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
وتلقّت واردات تركيا من الغاز المسال الجزائري دعمًا قويًا مؤخرًا، في إطار مساعي الحكومة التركية لإثراء مواردها، وبرزت الجزائر كأكبر دولة على الساحة باتفاقيات طويلة الأجل، محاولةً لتلبية الطلب المحلي والتوسع في الصادّرات ، بما يواكب طموحات أنقرة للتحول إلى مركز تصدّير إلى أوروبا.
وبلغت واردات أنقرة من الجزائر على أساس شهري ما بين 0٫982 إلى 1,04 مليون طن من الغاز المسال ، بينما وصلت الصادّرات الجزائرية إلى انقرة على مدار الأشهر الـ6 الأولى من 2024 قرابة 2.17 مليون طن .
وتبلغ حصة أنقرة من صادّرات الغاز الجزائري المسال إلى أوروبا نحو 37%، وهي مرشحة للارتفاع في المرحلة المقبلة، إذ ترتبط سوناطراك حاليًا باتفاقية مع شريكها التركي "بوتاش" لتزويده بكميات سنوية تُقدَّر بـ5.4 مليار متر مكعب.
و في نوفمبر من العام الماضي 2023، مدّدت شركة سوناطراك وشركة "بوتاش" التركية اتفاقية تصدّير الغاز المسال إلى أنقرة 3 سنوات إضافية، لتنتهي عام 2027، بعد أن كان مقررًا انتهاؤها العام الجاري ، وذلك في إطار رغبة الطرفين في تعزّيز التعاون في هذا المجال، بل العمل على رفع كميات الإمدادات نحو تركيا في ظل ارتفاع الطلب على الغاز.
وبموجب هذا التمدّيد ،تواصل تركيا في تلقّي 4.4 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز المسال الجزائري ، كما من شأنه أن يشكّل بوابة لاستمرار ضخ الغاز المسال الجزائري إلى أسواق أوروبا الشرقية، لاسيما خلال هذه المدة التي تعاني فيها القارة الأوروبية من شح في إمدادات الطاقة، على خلفية استمرار الأزمة بين روسيا و اوكرانيا، وانقطاع شحنات الغاز الروسي في اتجاه أسواق أوروبا الشرقية تحديداً.
ويعود تاريخ التعاون بين الجزائر وتركيا في مجال الغاز المسال إلى عام 1988، مع توقيع أول اتفاقية تصدّير لأنقرة.
و بحسب تقرير خبير الهيدروجين والغاز لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي ، فإنّ خطوة زيادة شحنات الغاز المسال الجزائري إلى انقرة و أسواق أوروبا الشرقية ، تعزّزها الإستراتيجية التي تتبنّاها الشركة الحكومية لنقل وتسويق المحروقات سوناطراك ، من خلال إستمرار توقيع المزيد من الصفقات، التي تدعم زيادة إنتاجها و صادّراتها من الغاز إلى السوق العالمية.
وفي ماي، وقّعت سوناطراك عقدًا مع شركة بيكر هيوز لتطوير حقل حاسي الرمل، بهدف ضمان استمرار تدفق مستويات إنتاج الحقل عند 188 مليون متر مكعب يوميًا.كما وقّعت البلاد صفقة مع شركة إكسون موبيل تستهدف محاولة استغلال نحو 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري القابل للاستخراج في الجزائر.
وكان العام الماضي قد شهد تجدّيد شركة بوتاش التركية لاتفاقية مع شركة سوناطراك تنتهي في أكتوبر 2027، تضخ بموجبه عملاقة النفط الجزائرية 3.2 مليون طن من الغاز المسال سنويًا .