نسائم الإشراق الحلقة رقم (1645) 16 يوليو 2021م،05 ذو الحجة 1442هـ، مذكرات الشيخ د.يوسف القرضاوي الحلقة رقم (676)

 

تكريم شعبي في جدة.. اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة

الصديق الوجيه عبد المقصود خوجة:

من الشخصيات التي أعتز بصداقتها الأديب والوجيه السعودي المعروف الشيخ عبد المقصود خوجة، الذي يسعي أبدًا إلى صداقة العلماء والدعاة والمفكرين والأدباء والشعراء من بلاد العرب والمسلمين، لا يبغي من وراء ذلك نفعًا ماديًا، ولا مكسبًا أدبيًا، إلا التعرُّف على هؤلاء الصفوة من رجال الأمة والتعريف بهم، والتنويه بشأنهم، وفاءً لهم بما ينبغي لهم من تكريم، وتنبيه الأجيال العربية والمسلمة على مكانهم ومكانتهم، ودورهم ورسالتهم، وأثرهم في أمتهم.

دعوته لي في أكثر من رمضان:

عرفت الرجل منذ سنين، وسعدت بزيارته في منزله الجميل بجدّة، بدعوة منه لي في أكثر من رمضان، حيث كان يدعوني، ويدعو عددًا من رجالات جدة ومكة وأحيانًا المدينة والرياض، لنلتقي معً على مدارسة القرآن، اقتداء بما كان يفعل أمين الأرض مع أمين السماء، أي كما كان يفعل الرسول البشري محمد، مع الرسول الملكي جبريل عليه السلام. ونتشاكى هموم المسلمين، ونتباحث في مشكلاتهم الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها، محاولين أن نجد لها حلولًا.

كنت عنده ألتقي بكثير من الأستاذة المخضرمين، د. أحمد زكي يماني، ود. محمد عبده يماني، والشيخ صالح كامل، والأستاذ عبد العزيز الرفاعي من الرياض، والتقيت في منزله مرة مع شيخنا وصديقنا العلامة الشيخ أبي الحسن الندوي، من أجل نصرة بعض القضايا التي أسهم فيها الشيخ عبد المقصود بنصيب وافر.

ندوة الاثنينية:

وقد اعتاد الشيخ عبد المقصود أن يعقد في بيته بجدة ندوة تجمع صفوة من المثقفين المستنيري الفكر، المتنوعي الثقافة، المشغولين بالإصلاح، ليتدارسوا موضوعًا من الموضوعات التي تشغل المجتمع، وذلك في مساء كل اثنين من الأسبوع، ولهذا عرفت باسم «الاثنينية». كما اعتاد الشيخ خوجة حفظه الله، أن يكرّم في كل مدّة في إحدى «الاثنينيات» أحد العلماء أو المفكرين البارزين الذين لهم أثرهم في تنوير الأمة، وهدايتها إلى الحق والخير، ومقاومة الباطل والشر. وذلك بإقامة احتفال كبير، يُدعى إليه جمٌّ غفير من الرجال المرموقين في جدة ومكة، وتلقى فيه الكلمات من عدد من المدعوين، ثم تصدر بعد ذلك في كتاب. ويعطى لوحة تذكارية بهذه المناسبة.