تراجعت صادرات المغرب من البطيخ إلى الاتحاد الأوروبي بأزيد من 50 بالمائة خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث صدرت المملكة أزيد من 85 مليون كيلوغرام إلى الاتحاد الأوروبي وهو ما يمثل 13 بالمائة من إجمالي صادرات هذه الفاكهة إلى دول الاتحاد.
وكشف موقع “هورتو إنفو” المختص في تحليل البيانات الفلاحية، أن قيمة مبيعات البطيخ المغربي في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2024 بلغت حوالي 74.72 مليون يورو، بسعر متوسط قدره 0.88 يورو للكيلوغرام، محتلا بذلك المركز الثاني من حيث حجم صادراته من البطيخ.
واعتبر الخبير الفلاحي رياض وحتيتا أنه من الطبيعي أن يكون هناك تراجع في الصادرات المغربية لهذه الفاكهة، لأنه في السنوات الثلاث الأخيرة، وخاصة السنة الماضية، التي كان فيها المخزون المائي في وضعية جد حرجة، تم تقليص زراعة البطيخ الأحمر، وهو ما انعكس على نسبة الصادرات.
وأضاف وحتيتا، في حديثه لموقع "اقتصادكم"، أن حشرات المن وبعض الأمراض التي اشتكى منها الاتحاد الأوروبي عبر بوابته "إسبانيا"، كانت تنتشر أكثر في السلع القادمة من موريتانيا، لأنه بعد فرض قيود على زراعة البطيخ في المغرب لمواجهة الإجهاد المائي، اتجه المستثمرون المغاربة نحو موريتانيا، لضمان توفير نفس كميات التصدير، والمحافظة على حصصهم من السوق.
وأكد الخبير الزراعي أن السوق المغربية عرفت وفرة في العرض، وأسعار منخفضة خلال فترة الصيف، بسبب تراجع التصدير، مشيرا إلى أنه "تاريخيا يأتي موسم جني البطيخ في دكالة والغرب، وهي من أكثر المناطق إنتاجا لهذه الفاكهة، متزامنا مع فترة الجني بإسبانيا، وبالتالي تتجه الأسواق الأوروبية والإسبانية نحو إنتاجها المحلي أولا، وتكون الأسعار منخفضة، وهو ما دفع الفلاحين المغاربة للتوجه نحو زاكورة والنواحي من أجل الاستفادة من عامل السرعة في جني البطيخ قبل موسم الحصاد في إسبانيا، كما تفعل موريتانيا اليوم".
ويذكر أن المغرب قد حل رابعا العام الماضي من حيث صادراته الخارجية من البطيخ إلى دول العالم بحجم بلغ 247.2 مليون كيلوغرام، بعد كل من المكسيك التي جاءت أولا بصادرات بلغت 727 مليون كيلوغرام، أي ما يعادل 19.26 بالمائة من الإجمالي العالمي، تلتها إسبانيا بـ 663 مليون كيلوغرام، ثم إيطاليا بـ 250 مليون كيلوغرام.