لماذا لانحتفل بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!- لمرابط ولد محمد الخديم

    إن الاحتفال بذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم هو تعبير عن حب المسلمين العميق وتقديرهم لدوره العظيم في هداية البشرية وإرشادها إلى طريق الحق. 

    في يوم مولده، تتذكر الأمة الإسلامية تلك الرسالة السامية التي حملها، والتي كانت وما زالت نورًا للإنسانية، موجهاً نحو عبادة الله وحده، وحياة قائمة على الأخلاق والعدل.

   يأتي هذا اليوم كتذكير بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو "الرحمة المهداة" كما وصفه الله تعالى، وتأكيد على أهمية التمسك بهديه وسيرته في مواجهة تحديات الحياة المعاصرة. 

ففي ظل التأثيرات المادية والغزو الثقافي الذي نعيشه اليوم، الاحتفال بذكرى مولده يذكرنا بمكانته في قلوبنا، ويدعونا إلى استحضار دوره كنبي مرسل من الله رحمةً للعالمين.

    ومن الناحية الشرعية، يرى العديد من العلماء جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان هذا الاحتفال بعيدًا عن البدع والمنكرات، ويهدف إلى تعزيز المحبة والاحترام للنبي الكريم. 

    فالاحتفال بهذه المناسبة هو مناسبة لتجديد العهد معه صلى الله عليه وسلم، ولتعليم الأجيال الناشئة سيرته العطرة، وتذكير المسلمين بمسؤولياتهم في اتباعه والدعوة لدينه.

    كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم وغيره تعد وسيلة للتقرب إلى الله، وزيادة الحسنات وغفران الذنوب. 

    قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب: 56).

    ومن الجميل أن نتذكر أن محبة النبي ليست فقط اتباعًا له، بل هي إحساس عاطفي يتغلغل في نفوسنا، يربطنا بسيرته العطرة وأفراحه وأحزانه، كما أشار الشيخ حمدا ولد التاه رحمه الله. 

   هذه المحبة تجعلنا نعيش معه ونشعر بما كان يشعر به في أيامه، ونسأل الله الثبات على حبه وطاعته.

فكيف لا نحتفل بمولده؟ 

هذه المناسبة ليست مجرد احتفال سنوي، بل فرصة متجددة لنصرته صلى الله عليه وسلم، والتأكيد على رسالته العظيمة التي نهتدي بها في حياتنا اليومية.

الملخص:

     المقال يتناول أهمية الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كتعبير عن حب المسلمين وتقديرهم لدوره في هداية البشرية. يشير إلى أن الاحتفال هو تذكير بالرسالة السامية التي جاء بها النبي، والتي كانت وما زالت نورًا يهدي الإنسانية نحو عبادة الله والتمسك بالقيم الأخلاقية. 

     كما يناقش المقال الجوانب الشرعية للاحتفال، حيث يرى العديد من العلماء جوازه إذا كان خاليًا من البدع، ويهدف إلى تعزيز المحبة للنبي الكريم.

 

يعتبر الاحتفال بمولده مناسبة لتجديد العهد مع النبي وتعليم الأجيال الناشئة سيرته، إضافة إلى الدعوة إلى الصلاة عليه، التي تزيد الحسنات وتغفر الذنوب. يختم المقال بالقول إن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال سنوي، بل هي فرصة متجددة لنصرة النبي والتأكيد على أهمية التمسك برسالته في الحياة اليومية.