تكريمه أعلام الأمة:
وقد كرّم عددًا من أعلام الأمة في الفقه أو الدعوة أو الفكر أو الأدب أو التربية أو غير ذلك من الميادين، أذكر منهم: الداعية الكبير شيخنا الشيخ محمد الغزالي، والفقيه الكبير شيخنا الأستاذ مصطفى الزرقا، والداعية الكبير العلامة الشيخ أبا الحسن الندوي، وصديقنا الداعية والشاعر الكبير الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، والمحدّث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة .
تكريمي في حفل الاثنينية:
وفي مساء يوم 25 من شهر ربيع الآخر سنة 1414هـ أراد الأستاذ خوجة أن يلحقني بهؤلاء الكبار الأجلاء، فحشرني في زمرتهم، ودَعَا إلى حفل تكريمي حضره عدد كبير من أهل جدة، قيل لي: إنه لم يحضر مثله في مثل هذه المناسبة من قبل.
المتكلمون في هذه المناسبة:
وتكلم في هذه المناسبة عدد من كبار العلماء والمفكرين والمربين، منهم سماحة الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة، الأمين العالم لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، ومعالي الشيخ العلامة عبد الله بن بية، والأستاذ أحمد الشيباني... وختم الكلمات الشيخ عبد المقصود. وكان المفروض أن يتكلم في هذا لاحتفال الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي، ولكن طارئًا صحيًّا عرض له فاعتذر عن عدم الحضور، واتصل بي متأسفًا رحمه الله .
وقد ألبسوني ثوبًا فضفاضًا بما قالوه عني، أسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنهم، وأن يغفر لي ما لا يعلمون. وقد نشرت هذه الكلمات في كتاب كما هي العادة، يوزع مجانًا على المهتمين.
كلمة الشيخ بن بية:
ومما جاء في كلمة العلامة الشيخ ابن بية حفظه الله:
ماذا عساي أن أقول بعدما قاله الأخوة، في حقّ عالم جليل وإمام عظيم؟ لعلّي أقول ما قال الآخر: «والصمتُ أبلغ حين يعيا المنطق»، ولكن مع ذلك سأتحدث؛ أولًا: ما ذكّرنا به أخونا الشيخ عبد المقصود عن روَّاد كانوا إخوة لنا وزملاء على الدرب، درجوا ومضوا إلى الدار الآخرة، لا نقول إلا ما يرضي الرب، إلا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى، أستغفر الله لنا ولهم.
بالنسبة لأمسيتنا هذه، فنقول - أيها الجمع الكريم - إننا نهنئ أخانا الشيخ عبد المقصود خوجة بهذا الضيف الكريم... إذا كان الشاعر قد قال:
إن الصنيعة لا تعد صنيعة حتى تصيب بها طريق المصنع
فأنت في هذه الليلة أصبت طريق المصنع، وصادفت أهلًا للتكريم، وللتوفير؛ إنها سنة سننتها، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك أجرها، سنة تكريم العلماء وهم أحياء، بينما العرف والعادة أن يكرم الإنسان بعد موته، فلعلك نظرت إلى قول الشاعر:
لا ألفينّك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زوَّدتني زاد
فلقد زوَّدتهم زادهم وعظَّمتهم، فجزال الله على ذلك خيرًا.
المحتفي به الّذي نكرمه الليلة ليس عالمًا فقط، وإنما هو إمام... من هو الإمام؟ دعوني أحكي لكم حكاية ترجع إلى القرن السابع الهجري... وفي الشام بالذات كان العلماء - في بعض الأحيان - تعروهم الحاجة، ولا يزالون، ويغشون من أجل الحاجة القصور.














