منذ بدء صيانة خط أنابيب ميدغاز، الذي يربط الجزائر بإسبانيا، شهدت تدفقات الغاز المنقولة عبر هذه البنية التحتية تحت الماء انخفاضا ملحوظا. وانخفضت الأحجام من 28 مليون متر مكعب يوميًا في الأسبوعين الأولين من سبتمبر إلى 13 مليون متر مكعب فقط يوميًا اعتبارًا من 15 سبتمبر. ويفسر هذا التخفيض أعمال التفتيش المجدولة، والتي من المتوقع أن تستمر حتى 27 سبتمبر. وعلى الرغم من هذه الاضطرابات، تمكنت الجزائر من الحفاظ على حضور نشط في سوق الغاز الأوروبي. وفي مواجهة هذا التخفيض، أعادت الجزائر توجيه مبيعاتها من خلال زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال، وبالتالي تعويض نقص التدفقات إلى إسبانيا. وفي سبتمبر، وصلت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال إلى 700 ألف طن متري، مما يمثل زيادة من 450 ألف طن في أغسطس. ويظهر هذا التطور مرونة الجزائر في إدارتها لتدفقات الصادرات، مما يتيح لها الحفاظ على إمداداتها من الطاقة إلى أوروبا، وهي سوق رئيسية.
سوق البحر الأبيض المتوسط: فرصة للغاز الطبيعي المسال الجزائري
لا يزال الطلب على الغاز الطبيعي المسال في منطقة البحر الأبيض المتوسط قوياً، وتستفيد الجزائر من هذه الديناميكية لتقديم المزيد من الشحنات على متن السفينة (FOB). وقد تم بالفعل الإعلان عن المبيعات إلى شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط لشهري سبتمبر وأكتوبر، بأسعار تنافسية. تسمح البضائع FOB للمشترين بتولي مسؤولية النقل، مما يوفر مرونة أكبر في إدارة المخزون والعقود. إن الموقع الاستراتيجي للجزائر، بالقرب من الأسواق الأوروبية، يمنح صادراتها من الغاز الطبيعي المسال ميزة من حيث التكاليف اللوجستية. وتستغرق سفينة الشحن المغادرة من ميناء أرزيو يومين للوصول إلى برشلونة، مقارنة بـ 14 يومًا لسفينة شحن قادمة من محطة فريبورت في الولايات المتحدة. ويسمح هذا القرب للجزائر بالاستجابة بسرعة للطلب من الأسواق الأوروبية، مما يقلل من التأخير والتكاليف المرتبطة بالنقل، لا سيما في سياق انخفاض أسعار الشحن البحري للغاز الطبيعي المسال.
استراتيجية تسعير تتكيف مع ظروف السوق
وفي الوقت نفسه، تظل أسعار الغاز الطبيعي المسال في مراكز البحر الأبيض المتوسط أعلى من المستويات التعاقدية، مما يفضل المبيعات الجزائرية. وتطبق الجزائر سياسة تسعيرية تعتمد على "كوكتيل" من الآليات، بما في ذلك المكونات المرتبطة بسعر النفط. غالبًا ما تتضمن العقود طويلة الأجل نسبة مئوية من سعر النفط الخام، تسمى "المنحدر". وفي الوقت الحالي، يقدر المتداولون أن هذا المنحدر يتراوح بين 12% و13.5%، مما يعكس ظروف السوق. وبالتالي تستفيد شحنات الغاز الطبيعي المسال الجزائرية من الأسعار التنافسية في السوق الدولية. على سبيل المثال، تصل العقود المرتبطة بخام برنت بنسبة 12% إلى حوالي 9.19 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما يحدد المنحدر بنسبة 13.5% السعر عند 10.33 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتدعم هذه الشروط المواتية الصادرات إلى مراكز غرب وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تقدم الأسعار الحالية علاوة تتراوح بين 70 إلى 99 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية على عقود النفط.
المرونة والتكيف في الصادرات الجزائرية
تمكنت الجزائر من تكييف استراتيجياتها التصديرية بسرعة في مواجهة صيانة خط أنابيب ميدغاز، وذلك من خلال زيادة مبيعاتها من الغاز الطبيعي المسال للحفاظ على نفوذها في السوق الأوروبية. ومنذ بدء العمل، تم شحن العديد من الشحنات الإضافية إلى وجهات استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط، أبرزها إسبانيا وإيطاليا. وتظهر هذه المرونة قدرة البلاد على الاستجابة للاحتياجات المتقلبة لسوق الطاقة، مع الحفاظ على روابط تجارية قوية مع عملائها الأوروبيين الرئيسيين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض أسعار الشحن على الطرق البحرية القصيرة يعزز جاذبية العروض الجزائرية. وفي سبتمبر، بلغت تكلفة الشحن من الجزائر إلى جنوب أوروبا 21 سنتا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أقل بكثير من المستويات التي شهدناها في العام السابق. ويضيف هذا الانخفاض في التكاليف اللوجستية إلى المزايا الهيكلية المرتبطة بالقرب الجغرافي للبلاد من أسواق التصدير الرئيسية، مما يسمح للجزائر بتعظيم إيراداتها مع الحفاظ على القدرة التنافسية المتزايدة في سوق الغاز الطبيعي المسال.
المصدر
https://energynews.pro/lalgerie-compense-la-maintenance-de-medgaz-par-un...