نص خطاب رئيس الجمهورية محمـد ولد الشيخ الغزواني أمام قمة المستقبل
نيويـــورك
للفترة من 23 إلى 30 سبتمبر 2024
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على أشرف المرسلين؛
- السيد الرئيس؛
- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة؛
- أيها السدة والسيدات؛
تشكل قمة المستقبل هذه فرصة استثنائية ثمينة استدعاها الوعي المتعاظم لدى كل الدول والشعوب بوحدة المصير الإنساني وبالمسؤولية الجماعية اتجاه المستقبل المشترك.
وإن ما تعرض له عالمنا في الآونة الأخيرة من صدمات عنيفة وما يجتاحه من أزمات حادة لمدعاة للقلق الشديد على المستقبل المشترك
فنحن، إذا ما استمرينا في سعينا إلى تحقيق أهداف التنمية المستديمة على نفس المسار وبنفس الآليات والوتيرة، لن نتمكن في المدى المنظور، لا من القضاء على الفقر ولا من إحلال الأمن والسلام ولا من استعادة التوازن البيئي لكوكبنا ولا من بناء تنمية مستديمة شاملة.
ولا يخفي ما في تعثر أو تباطئ وتيرة تقدمنا على طريق تحقيق هذه الأهداف من انعكاسات هدامة على حاضرنا ومستقبل كوكبنا وأجيالنا القادمة.
ولذا بذلت القارة الإفريقية، كاتحاد، وكدول، جهودا كبيرة في سبيل تحقيق أجندة 2063 المنسجمة تماما مع أهداف التنمية المستديمة.
وفي هذا الإطار، عملت بلادنا، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بجد، على غرار بقية الدول الإفريقية، على محاربة العنف والإرهاب والفقر والهشاشة وعلى ترقية وتأهيل رأس المال البشري وعلي الإسهام في تحقيق الاندماج الاقتصادي الإفريقي.
لكن النتائج المحرزة، إجمالا، في هذا السياق، إقليميا ودوليا، لا ترقي إلى المستوى المطلوب والمبتغى؛ والأدهى من ذلك أن عوائدها الأمنية والإنمائية قوضتها الحروب والنزاعات والأزمات الاقتصادية وكذلك التغيرات المناخية وعبء المديونية واختلالات الحكامة الدولية والسياسة والاقتصادية.
ولمواجهة كل هذه التحديات كان لزاما على المجتمع الدولي البحث عن حلول جذرية، ناجعة وفعالة، تؤسس لبرنامج عمل مشترك، لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بتجديد الثقة والتضامن بين الشعوب والبلدان وببعث ديناميكية جديدة في التعاون المتعدد الأطراف وبإعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية، المالية والسياسية.
وإن بلدنا الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ليرحب بميثاق المستقبل الذي نحن بصدد اعتماده، ويجدد، من هذا المنبر، مطالبته بإصلاح منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن الدولي، بنحو يتيح لقارتنا إيصال صوتها بالقوة التي تضمن مراعاة أولوياتها في الأجندات الدولية.
كما يطالب بحل مشكل المديونية وتعزيز التعاون لرفع التحديات البيئية المتعاظمة وترقية التعاون المتعدد الأطراف وضمان الأمن والسلم الدوليين لنتمكن، معا، من انتشال كوكبنا من الضياع وبناء تنمية مستدامة شاملة توفر الرقي الازدهار لكافة شعوب ا لعالم.
أشكركم والسلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته.