الحافظ أبو شامة من هؤلاء، سمع أن الحاكم - في ذلك الزمان - طلب قارئًا، وهو ينظم مناورة لاختيار أفضل قارئ فجاء الإمام أبو شامة مترشحًا ومعه أحد القراء اسمه: أبو الفتح، فكبير العلماء اختبرهما، وبعد الاختبار قدم التقويم التالي إلى الحاكم. قال له عن الشيخ أبي شامة: إمام من أئمة المسلمين، وقال عن أبي الفتح: هذا قارئ. وكان الحاكم له هوى مع أبي الفتح ولا يميل إلى الإمام أبي شامة، فقال: إنما نريد قارئًا. فوجد أبو شامة من ذلك في نفسه، وقال لشيخ العلماء: ماذا فعلت؟ قال له: ما كنت أظن أنهم يخفى عليهم كلامي، قلت لهم: هذا إمام من أئمة المسلمين...
معنى الإمامة:
إذن أنا سأشرح الإمامة... لعل أن يخفي عليكم كلامي، الإمام هو المتقدم على غيره والإمام هو المقتدى به، والإمام هو مَنْ يؤمُّه الناس من كل صَوْب، ليجدوا عنده ما يحتاجون إليه... بهذه الاعتبارات وبهذه المعايير نعتبر أخانا العلامة الإمام الشيخ: يوسف القرضاوي من أئمة المسلمين، لا نُزكِّيه على الله... فهو قد تقدم على هذا الجيل في علمه، وفي فقهه، وفي ديانته - إن شاء الله - لا نزكِّيه على الله، فهو إمام يقتدي بهن يرجع الناس إلى فتاواه ليسألوا عن الحلال والحرام... هو إمام يؤمُّه الناس من كل صوب ليجدوا حلًّا لمشاكلهم؛ الشيخ القرضاوي هو فقيه - أيضًا - بما في هذه الكلمة من معنى، فقيه عالم بالأحكام، فقيه مستنبط للأحكام، فقيه نفسي، وفقيه واقعي، وفقيه عملي، كل كتبه تشهد على ذلك.
إضادة ابن بية بعنايتي بالجانب المالي:
أعتقد أن من يحاول أن يخرج موضوعًا خاصًا يهتم به الشيخ الإمام يوسف، فسيجد موضوع المال؛ وأنا أعتقد أنه وجد المال من أكبر الفتن التي تواجه الأمة، وتواجه هذا العصر بالذات، فبحث عن كيفية اقتنائه، وكيفية إخراجه، فكتب في الحلال والحرام وأنواع المعاملات، ثم كتب في كيفية إخراجه في الزكوات والصدقات، لكنه لم يكتب فقط بل ساهم عمليًّا في قيام مؤسسات تقوم على هذا الفكر، وهذا التجديد، فقامت بنوك إسلامية ومؤسسات كان رائد قيامها وكان موجهًا لها... وقامت مؤسسات خيرية لجمع الزكوات والصدقات، وتوزيعها على الفقراء في أنحاء العالم... كان مقترحًا، بل موجهًا، بل مؤسسًا لهذه الهيئات الخيرية، وأنا أتكلم عن علم بذلك.














