خليلو دده نائب رئيس اتحاد قوى التقدم:
إن الموريتانيين بحاجة ماسة إلى صياغة مشروع سياسي مشترك !
لم يجتمع الموريتانيون أبدًا، بمختلف مكوناتهم، للاتفاق على تأسيس نموذج مؤسسي توافقي ، منظم و سلميً. والدولة المركزية التي أنشئت كثمرة للاستقلال جاءت كإلهام خارجي، مرتبط بمفهوم الدولة القومية، ولا يتلائم بالضرورة مع السياق الاجتماعي والثقافي المحلي.
وما تبقى اليوم من هذه الدولة بعيد كل البعد عن أن يكون متماشيا مع رغبات ومصالح جميع المواطنين. طريقة تسييرها أو أسلوب عملها يطرح إشكالية نظرا لممارساتها الزبونية ؟ فهل تتفق حكامتها مع المعايير الديمقراطية التي تجعل للمؤسسات الحديثة صلابة تسيطر على المجموعات مهما كانت طبيعتها؟ ما هي طبيعتها الحقيقية؟ إن الحاجة إلى تعريف منهجي لهذه الدولة أمر ضروري في سياق المطالب الاجتماعية والسياسية والثقافية المتزايدة إلى جانب المخاطر الخارجية التي تهدد الجميع. إن البديل في مثل هذا السياق المقلق الذي من شأنه أن يفتح آفاقًا أفضل للأجيال الحالية والقادمة اللذينهم بحاجة إلى وحدة طوعية حول رموز جمهوريتها، لإقامة عدالة حقيقية للجميع، وتقاسم منصف للموارد المتاحة، واحترام بعضهم البعض و تشكيل جبهة داخلية تعمل في ظل سيادة القانون وقادرة على مواجهة المخاطر الخارجية بتقديم تنازلات للجميع. إن التعايش السلمي و التاريخ المشترك لشعبنا يدعو إلى اتخاذ مبادرات استراتيجية قوية وإصلاحية لتجنب الوقوع ضحية غد مخيب للآمال.