ثناء ابن بيّة على منهجي العلمي:
الشيخ يوسف يقول بعض الناس عنه إنه يرخص ويوسِّع، وهذا دليل على فقهه، فهو إذا رخَّص ووسَّع يهيئ الضوابط، وإذا ضيَّق وشدَّد يهيئ المخارج، كيف لا وقد جمع علمًا كثيرًا، جمع التفسير والحديث، والأصول إلى الفقه، واللغة وعلومها: النحو والصرف والبلاغة، فاقتطف من جنى هذه العلوم... فتوسَّع وأوسع، فكأن الشاعر عناه وهو شاعر من بلادي، عندما يقول في القرن الماضي:
فيه تجمع سيبويه ومالك والشافعي والأشعري وأشهب
«الأشعري هناك عندنا قدوة».
الجانب التربوي عند القرضاوي:
فالشيخ يوسف جمع كل هذه الخصال، ولكن زيادة على ذلك هو مُربٍّ، وهذا جانب عظيم وأساسي في حياة هذا العلامة؛ هو مُرَبٍّ ربَّى الأجيال، ربَّى من شافهه وتعلّم عليه، وربَّى من يبعد عنه في أمكنة شتّى من أنحاء العالم - وأنا أتكلم عن علم - عن شباب إفريقيا، حيث تصل فتاوى الشيخ وكتبه، وحيث تصل أناشيد الشيخ - أيضًا - لمن لا يعرف أن له أناشيد، وحيث يتربّى الناس، تربّى هذه الأشياء؛ وهو من دعائم الصحوة الذين حركوها ولا أريد أن أتهمه، ولكنه من الذين رشدوها أيضًا، فهو إمام مُجدِّد في هذا العصر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبه على ذلك، وأن ينفعه وينفع على يديه المسلمين، وأن تتخرج أجيال على منهجه من العلم، والسمت، والتقوى. إنني أفرح كثيرًا بفتاواه، قد يختلف المرء مع بعض ما يقول، ولكنه يقدّر قوله، ويحترم هذا القائل، وهذا القول، لأنه لا يتكلم عن هوى، ولا يتكلم عن جهل، والفتوى إذا سلمت من هذين العيبين، فإنها فتوى مؤيدة وفتوى صالحة.
لا أستطيع أن أُعدِّد مناقب الإمام الفقيه الشيخ: يوسف، بل أكتفي بهذا القدر، وأعترف بالعجز. اهـ.
وبعد هذه الكلمات قدموني لألقي كلمتي، وأجبت عن أسئلة الحاضرين، وهي مسجلة في كتاب التكريم.
لا أستطيع إلا أن أقول: جزى الله الجميع عني خيرًا، فلا أستطيع إلا أن أشكرهم وأشكر الصديق الكبير الشيخ عبد المقصود، وأقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا ما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.














