موريتانيا تبحث المصادقة على استراتيجية وطنية للتنوع البيولوجي 

بدأت اليوم الخميس في نواكشوط أشغال ورشة وطنية حول عرض واثراء الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي والمصادقة عليها، منظمة من طرف

وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية والوكالة الالمانية للتعاون التقني” g i z”.

وتهدف الورشة إلى تحسين حكامة التنوع البيولوجي ودمجها في سياساتنا القطاعية وتعزيز حماية المنظومات البيئية وتوعية المواطنين بالاهمية الحيوية التي يكتسيها الحفاظ على البيئة .

واوضحت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف في كلمة الافتتاح الرسمي لأعمال الورشة انها تشكل مرحلة حاسمة بالنسبة لبلادنا في

جهودها لحماية راسمالها الطبيعي وتنوعه البيولوجي الذي هو كنز لا يقدر بالنسبة لاقتصادنا وساكنة بلدنا.

وقالت ان التنوع البيولوجي في موريتانيا ، بثرائه وتنوعه ، ركيزة اساسية لتنميتنا الاقتصادية والاجتماعية وتوفر منافع اساسية في معيشة السكان في مناطقنا الشاطئية او الغابات او

المناطق الصحراوية.

واضافت أن هذه المنظمومات البيئية تقع في قلب القطاعات الاستراتيجية كالزراعة والصيد والسياحة والتي تعتمد ملها وبشكل مباشر ، على سلامة منظوماتنا البيئية، منبهة الى ان

التنوع البيولوجي ليس مجرد قضية بيئية بل يرتبط بشكل وثيق بازدهارنا وأمننا الغذائي، مشيرة إلى أن الحفاظ على التنوع البيولوجي ضمان على على تحمل اقتصادنا في مواجهة

التحديات مثل التغير المناخي.

واشارت الى ان هذه الاستراتيجية التي ستتم المصادقة عليها في هذه الورشة، تعكس الالتزام الراسخ لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بحماية واستعادة

المنظومات البيئية مع متابعة مسارها في التنمية المستديمة ، مضيفة انها تندرج في اطار تعهدات موريتانيا الدولية ولا سيما اتفاقية التنوع البيولوجي والاطار العالمي للتنوع البيولوجي

“كونمينغ_ مونريال”.

وأردفت ان فقدان التنوع البيولوجي والضغط المتزايد على مواردنا الطبيعية واثار التغير المناخي امور تشكل تهديدا حقيقيا لتنميتنا غير ان التنفيذ الصارم لهذه الاستراتيجية مشفوع بتعزيز

التنسيق بين الفاعلين العموميين والخصوصيين والمجتمع المدني يمكن أن يقلب الاتجاهات الحالية وسيعتمد نجاحنا على قدرتنا على العمل معا وتعبئة الموارد اللازمة مع نشاط دؤوب

من اجل حماية راسمالنا الطبيعي.

وتقدمت بالشكر للوكالة الالمانية للتعاون التقني وبرنامج الامم المتحدة للتنمية على دعمهما لتحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.

اما الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في بلادنا السيد منصور انجاي فقد اشار الى ان النسخة الاخيرة من اللائحة الحمراء العالمية التي نشرت سنة 2023 تناولت 142577 نوعا ،

منها 40084 نوعا مصنفا بالتهديد مقابل 27150 نوعا في النسخة السابقة ” 2019″ ..

وقال انه في موريتانيا، تعاني الغابات من القطع العشوائي مع خسارة تقدر ب3500هكتار سنويا بالنسبة للغابات فقدان حوالي 50% من اشجار المانكروف من مساحتها خلال عشرين سنة

وتغطي المساحات المحمية حوالي 1% وهو ما يمثل اقل من الاهداف المرسومة من طرف اتفاقية” ايشي”في اليابان سنة 2010، مشيرا إلى أن الحيوانات البرية انقرضت اكثريتها في بلد

صحراوي في اكثر من 70% من ترابه الوطني .

ونبه الى ان الاستغلال المفرط وغير المنطقي لمصادرنا كوكبنا يشكل السبب الرئيسي لتقلص التنوع البيولوجي، متمنيا ان تمكن الاستراتيجية المحدثة من تحديد الاجراءات المتخذة لتطوير

تنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي ونجاعة النجاحات المتحصل عليها، مجددا التزام الشركاء في التنمية بمواكبة تنفيذ هذه الاستراتيجية بعد المصادقة عليها رسميا.

وكان ممثل الوكالة الالمانية للتعاون التقني السيد جيكو امدو قد القى كلمة بين فيها ان هذه الورشة تشكل احد الدعم الملموس للشراكة وخاصة في التعاون القائم بين المانيا وموريتانيا

في مجال البيئة منذ سنوات طويلة، مشيدا بتنسيق واشراف وزارة البيئة والتنمية المستدامة في اطار الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة للتنمية للحصول على هذه الوثيقة الشاملة .

وقال ان الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي تمكن موريتانيا من التجاوب مع الالتزامات الدولية التي تم تحديدها لافق 2022_2030..

وتابع المشاركون بعد حفل افتتاح الورشة، عروضا تناولت الاستشارات الاقليمية والمتعددة الفاعلين وتقييم واقع التنوع البيولوجي الوطني وتحليل الرهانات القطاعية والاهداف الجديدة

للاستراتيجية لافق 2020_2030 ..

وحضر حفل الافتتاح وزير الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية وعدد من كبار المسؤولين بالوزارة وشخصيات اخرى.