وبينما تستعد المملكة لأيام مليئة بالأحداث السياسية والاقتصادية، تبشر الأيام المقبلة بعودة الأمطار التي طال انتظارها في عدة مناطق من البلاد. ومع ذلك، في حين أن هطول الأمطار يمثل ارتياحًا لقطاعي الزراعة والمياه، إلا أنه قد يحمل أيضًا نصيبه من التحديات والاضطرابات.
وبحسب التوقعات الجوية، من المتوقع أن تتأثر عدة مناطق بالمغرب بهطول أمطار غزيرة، خاصة في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد. وتمثل هذه الأمطار نقطة تحول بعد أشهر من الجفاف الطويل، ويثير وصولها الآمال بتحسن موارد المياه، خاصة بالنسبة للسدود التي شهدت انخفاض مستوياتها بشكل مثير للقلق في السنوات الأخيرة.
عودة الأمطار بعد طول انتظار
وتشير التوقعات إلى أن مناطق الرباط والدار البيضاء وفاس ومكناس قد تتأثر بداية الأسبوع المقبل بأمطار متوسطة إلى غزيرة. وستتأثر أيضًا سهول المحيط الأطلسي ونقوش الأطلس. وينتظر المزارعون والسلطات المحلية هطول الأمطار بفارغ الصبر، حيث يرون فيه فرصة للتعويض جزئيًا عن العجز المائي المسجل خلال العام.
ومع ذلك، فإن عودة هطول الأمطار تحمل أيضًا مخاطر. وقد تواجه بعض المناطق، بما في ذلك المناطق الجبلية والسهول المعرضة للفيضانات المفاجئة، فيضانات. كما أصدرت وزارة التجهيز والمياه تحذيرات، وحثت السكان المحليين على توخي الحذر والسلطات على الاستعداد لأي تدخل.
الفيضانات، وهي ظاهرة لوحظت بالفعل في عدة أجزاء من المغرب في السنوات الأخيرة، كان لها في كثير من الأحيان تداعيات وخيمة على البنية التحتية المحلية. إن قطع الطرق والمنازل المتضررة ونزوح السكان هي حقائق واجهتها المملكة في عدة مناسبات. وهذه المرة، تبقى مصالح الدرك الملكي والحماية المدنية في حالة تأهب للتعامل مع أي طارئ، فيما ندعو الساكنة في المناطق المعرضة للخطر إلى اتباع تعليمات السلامة.
مغرب قادر على الصمود في مواجهة التحديات المناخية
وفي مواجهة هذه المخاطر المناخية، يواصل المغرب جهوده لتحسين إدارة موارده المائية، لا سيما في إطار استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي تنص على استخدام التكنولوجيات الحديثة لتحسين كفاءة شبكات الري وتوزيع المياه . لقد أصبح تعزيز رقمنة القطاع أولوية من أجل الاستخدام الأمثل للموارد المائية، للتنبؤ بشكل أفضل بفترات الجفاف، وكذلك لإدارة ذروة الفيضانات.
السلطات المحلية، مثل وزارة الزراعة، في حالة تأهب. ومن المؤكد أن هذه الظروف الجوية السيئة تمثل نعمة للمحاصيل وتجديد منسوب المياه الجوفية، ولكنها تتطلب المزيد من المراقبة. ومن الممكن أن تكون الإدارة السليمة لهذه الأحداث بمثابة نموذج في السنوات المقبلة، حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التقلبات الموسمية.
في نهاية المطاف، إذا كان المغرب يستعد لأيام من الأمطار الغزيرة، فإن مرونة السلطات والمواطنين تظل عاملاً أساسيًا لتحويل هذه الأحداث إلى فرص. وكما انتظرت الحملة الزراعية هذه الأمطار بفارغ الصبر، يستعد بلد بأكمله لمواجهة التحديات التي يفرضها سوء الأحوال الجوية.
وبين الفرصة واليقظة، ستكون الأيام المقبلة حاسمة في قياس قدرة المغرب على الجمع بين إدارة الموارد وتوقع المخاطر.
ترجمة موقع الفكر
أصل الخبر
https://fr.hespress.com/390327-maroc-pluies-bienfaitrices-mais-sous-surv...