زراعة الكلية وفشلها:
وزراعة الكُلى مشوارها طويل، فلا بدَّ من الانتظار حتى يأتيك الدور، ثم تختار لك الكلية المناسبة، ثم تجرى العملية، وبعدها تحتاج إلى فترة حتى تستقر، فالجسم بطبيعته يطردها، لأنها شيء غريب عنه، ومن هناك تكون الأدوية المضادة للطرد. ولا بدَّ من التحفُّظ من مخالطة الناس، لأنّ أدنى عدوى قد تحبط العملية كلها، ويضيع تعب المرء بلا فائدة.
وقد أجرى أخونا على هذه الأمور كلها، وعاد بحمد الله، واحتفلنا بعودته، ومارس عمله كالمعتاد، وما هي إلا مدة قليلة، حتى انعكس عليه الأمر، ورفض الجسم الكلية الغريبة، وعاد لما كان عليه من الغسل في المستشفى، على ما فيه من عنت وإرهاق.
سفره إلى أمريكا لزراعة الكلية مرة ثانية:
ثم سافر الدكتور الجمَّاز إلى أمريكا مرة ثانية، ليبحث عن فرصة أخرى، لعلها تكون أفضل من الأولى، فما ينبغي لمؤمن أن يقنط من رحمة الله. فهو سبحانه يكشف الضر، ويجيب المضطر إذا دعاه، كما كشف الضر عن أيوب، وكما ردّ البصر على يعقوب.
وسافر هو وأهله إلى أمريكا، يرتقب الفرصة، وقد طالت هذه المرة، ولم يأت دوره لكثرة الطالبين من ناحية، ولتشديد أمريكا نفسها من ناحية أخرى.
السعي لمنحه مهلة مفتوح للعلاج:
ووفقًا للنظام، ليس الباب مفتوحًا على مصراعيه، بالنسبة لموظفِّي الدولة، فله مدة معيَّنة، ثم يكون بقاؤه وعلاجه على حساب نفسه. وقد طلبت من الدكتور كاظم مدير الجامعة الكلام مع ولي العهد بشأن استثناء د. الجماز من المدة المعتادة لضرورته إلى العلاج، فرجاني د. كاظم أن أصحبه في ذلك، وقال: إنهم يحترمونك ويستحيون منك، ولا يردون لك طلبًا، فتعال معي لتطلب أنت لصاحبك ما تريد... وقد فعلت وبينت عجزه عن نفقاته. وكان ولي العهد هو الشيخ حمد بن خليفة - أمير قطر الآن – حفظه الله، فلم يُخيب الرجل رجاءنا. وأعطاه مهلة مفتوحة. جزاه الله خيرًا














