العنوان الكبير لإذا عة فرنسا الدولية اليوم والحديث الأكبر عن الفيضانات في الجانب السنغالي من الضفة اليسرى من نهر السنغالي ما يجعلنا نتساءل عن سبب تجاهل مايحدث على الضفة الشمالية من النهر، هل يعود لنقص في المعلومات أم إلى عدم تشابه الوقائع ام ماذا؟
الحقيقة المؤكدة أن ضفة النهر تضررت من الفيضانات بالتساوي فلم يفرق الفيضان الهائج والسيل المتدفق بين اليمين والشمال، بل ضرب الجميع بذات العصى.
نفير الحكومة الموريتانية وتسخيرها لمؤسسات العمل الاجتماعي، في سبيل الاستجابة الفعالة للأضرار حتى لا أقول الكوارث جعل البعض يرى أن الحكومة في هذه المرة سجلت هدفا قويا ضد الإعلام والمعارضة التي جاءت بياناتها متأخرة عن قرار الحكومة بالتدخل الفوري والقوي وبتكليف واضح هدفه محو الآثار المترتبة على الفيضانات، وذلك بالتزامن مع التدخل في الولايات الشرقية ضد الحمى التي تقول الحكومة إنها الملاريا..
وكنا في موقع الفكر زرنا بعض القرى في مقاطعة " نتيكان" واطلعنا على بعض المشاكل التي تسببت فيها الفيضانات، ما اضطر السكان في بعض الحالات لاستخدام زوارق في عملية التنقل وفك الحصار الظالم الذي فرضه الماء على بعض الأحياء.
يقول سكان المنطقة إن آخر مرة يشاهدون فيها فيضانات مشابهة كانت في العام 1999، وأن المنطقة عادة ما تشهد ارتفاع في منسوب المياه لكن الأمر لم يصل لهذه الحدود.
بعض المدارس تفكر في استخدام البراميل في عملية تجاوز وكسر الحصار عن التلاميذ حتى يصلوا لمدارسهم في التوقيت الصحيح.
رغم أن سد ماننتالي حجم الفيضانات عن المنطقة فإنه لم يقض عليها بشكل كامل وشامل، فالأوضاع الحرجة مستمرة على طول النهر، وفضلا عن ذلك وعلى مدى عقود لم تطور دول المنطقة طريقة تعاملها مع فائض الماء الذي يرميه النهر في البحر، رغم حاجة هذه البلدان للماء في جميع الاستخدامات، الصناعية والزراعية، ومياه الشرب.
فشل هذه الدول في تحسين حكامة مياه النهر وجلب استثمارات معتبرة لتوظيفها في بناء وتطوير السدود، وإيجاد طرق مناسبة للاستفاد من مياه النهر المنسكبة دوما في المحيط.
اليوم تجد هذه الدول نفسها أمام الخسائر والأضرار الناجمة عن عجز سد "مانانتالي" عن الاحتفاظ بكميات أكبر من المياه، وعجزه عن تسريبها بسرعة لاتضر ولاتدمر.