من المقبول المستساغ شرعا وعقلا أن تُتّخذ إجراءات احترازية لمحاصرة الوباء ، منها منع التجمعات التي يحصل فيها ازدحام لا يمكن السيطرة عليه ولا فرض التباعد فيه ، أما أن يقتصر ذلك على مصليات العيد وأماكن الشعائر ، وتكون ساحة الحرية وغيرها من الساحات مزدحمة، والأسواق ووسائل النقل كذلك، فأمر غير مستساغ لا شرعا ولا عقلا.
وأن تُتخذ التدابير المادية لحفظ النفوس فذلك أمر مطلوب ، ولكن أن نهمل التدابير المعنوية الروحية من لجوء إلى الله وإقبال على ما يرضيه، وثقة في أن عمارة المساجد من أسباب كشف البلاء، فذلك ما لا يليق بالمؤمنين بالغيب.
فلنتخد الممكن من التدابير المادية ولْنُعمِّمها على الأماكن كلها، ولْنَعْتَنِ أكثر بالأسباب الربانية فَبِها يكون تفريج الكُرَب.