تتواصل في مدينة بنشاب فعاليات مهرجان الصحراء والمحيط الذي تنظمه جمعية تنمية بنشاب، تحت شعار ” الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل التنمية المستدامة" برعاية واسعة من طرف أكثر من 30 مؤسسة و فاعلا مستقلا أبرزهم الشركات المستثمرة في المدينة المعدنية التي أنشأت قبل سنوات قليلة لتكون المقاطعة الثانية في ولاية إنشيري التي ظلت لعقود مكونة من مقاطعة واحدة.
وكان من اللافت غياب رجلي الأعمال الثريين محمد ولد بوعماتو، وزين العابدين ولد الشيخ أحمد عن لائحة داعمي المهرجان ورعاته الذين تلت أسماؤهم رئيسة المهرجان، ورئيسة الجمعية آمنة بنت عبد العزيز ولد أحمد المكي.
كما كان لافتا أيضا غياب شركات الاتصال شنقيتل وماتل وريماتل عن دعم المهرجان المذكور..
وقالت بنت أحمد المكي في كلمتها المختصرة، إن هذه النسخة هي العاشرة، من مهرجانات جمعيتها ويهدف المهرجان من بين أمور أخرى إلى التعريف بهذه المنطقة وموروثها الثقافي، و إلى دفع عجلة تنميتها للأمام.
وقالت إن المهرجان تمكن على مر السنوات الماضية من إحياء الصناعة التقليدية من خلال المعارض التي تنظم على هامش المهرجان بالإضافة الى نفض الغبار عن المكنون الثقافي للولاية والمشاركة في الحملات التحسيسية التي تسلط الضوء على القضايا الوطنية.
وقالت إن الجمعية ومشاركة منها في المجهود الوطني للتحسيس بمخاطر التغير المناخي وأثره على الاقتصاد الوطني وضعت شعار هذه النسخة للحث على أهمية الزراعة و الاعتماد على الإنتاج المحلي.
وزير الثقافة.. كلمة طويلة ومضامين مختلفة
من جانبه ألقى وزير الثقافة الدكتور الحسين ولد مدو كلمة مطولة جدا اعتبر فيها مهرجان بنشاب "نبرا للإبداع الثقافي ولتعزيز الذاتية الثقافية لولاية اينشيري ولتدراس الإشكالات التنموية التي تواجهها تحصينا للمكاسب واستشرافا لمواجهة التحديات التنموية والثقافية.
وأضاف ان الحديث عن مهرجان الصحراء والمحيط يدل على وجودنا في منطقة تلتقي فيها الصحراء بالمحيط ويرسمان لوحة متناغمة حيث يحتضن عمق الأرض المنبع العذب وتعطي الأرض لساكنيها أكلها كل حين.
وقال إن شعار هذه النسخة من المهرجان والمتمثل في الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي جدير بالدراسة ويمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه العالم خصوصا منطقتنا بفعل التغيرات المناخية.
وبين أن هذا الشعار يعكس عزم الحكومة على خلق تنمية مستدامة وهو شعار يمثل رسالة ينبغي ان نحملها جميعا محمل الجد منطلقين بالوعي بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء ووضرورة تعزيز وتنويع المدخلات الزراعية سبيلا إلى تحقيق هذا الهدف المنشود.
وقال ان المهرجان يتقاطع مع البرنامج المجتمعي الذي وضعه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ضمن مقاربة تكاملية تسعى لتحقيق الاكتفاذ الذاتي بشكل مستدام بالاضافة الى خلق تنمية مستدامة تقوم على تثمين الموارد المحلية"
متحدثون كثر..
تبادل على منبر الخطابة، كل من العمد ورئيس الجهة و نائب المقاطعة، وأجمعوا في مداخلاتهم على أهمية الحدث وضرورة تثمين هذه المقاطعة الرعوية والزراعية والمنجمية.
العمدة خص التنقيب الأهلي وشبه الصناعي عن الذهب مذكرا بالمجاهر المفتوحة، واستخدام بعض المواد الضارة في استخراج الذهب.
نائب المقاطعة ذكر القافلة الصحية التركية بأهمية عمل طبيب الأورام الخبيثة وأهميته للسكان وضرورة أن يواصل عمله لأكثر فترة ممكنة، قائلا لا أعرف اسمه، لكن أعلم أن دوره مهم للساكنة.
و اتفق المنتخبون على الإشادة بما تحقق من إنجازات في المقاطعة، مشيدين بالظروف العامة للبلاد، قبل أن تبدأ السهرة الفنية التي تضمنت فقرات فنية وكوميدية.
ويمكن القول إن تنظيم المهرجان والسكينة والهدوء الذي طبعه، ومستوى الإضاءة و جودة الصوت، وقوة عرض الترويجات على المنصة مثالي ونادر وأحسن بكثير من المهرجانات التي تتولاها الدولة الموريتانية.
وكان لافتا عدم ذكر العالم الكبير عبد العزيز ولد المامي ضمن أعيان المقاطعة الذين قضوا في عامهم هذا.
معرض يفتقر للمحتوى المحلي..
في حدود الساعة 11 من صباح اليوم انطلق وزراء الثقافة والزراعة بترافقهم رئيسة المهرجان وعمدة البلدية وآخرون من دونهم، في زيارة المعروضات المقامة والمدرجة ضمن فعاليات المهرجان، فكان الوزراء يقفون أمام كل طاولة ويتبادلوا الحديث مع المسؤول عنها.
وتنوعت المعروضات، والقاسم الأكبر بينها أن أغلبها من خارج المدينة، وقد حرص الوزراء على استفسار أصحاب المعرض عن مصدر منتجاتهم، وربما تحدث أحد الوزراء أن الجوهري في الموضوع هو المنتج الموريتاني.
أحد الصناع التقليدين يقدم نفسه على أنه قادم من مدينة كيفة، وطاولة أخرى تشرف عليها مدرسة قرآن تدعى مريم منت محمودا من أسرة أهل محمد اجيد المعروفة في عالم الإتقان للصناعة التقليدية، فكان عرضها مزدوج، فمن ناحية هي تسكن في بنشاب وعلمت كتاب الله لأجيال متتالية من ضمنها العمدة الذي تبسم ضاحكا من قولها.
ومن جهة اخرى تبيع منت محمودا بعض الصناعات التقليدية من ضمنها " راحلة" جميلة من إنتاج أسرتها، فهم أرسلوه لها لتبيعه في المعرض.
لافتة وحيدة كتب عليها كسكس أكجوجت، وبها سيدة قادمة من مدينة أكجوجت تبيع الكسكس المجفف.
والحقيقة أن هناك سيدة أخرى قدمت معروضات معتبرة من الأواني والأغراض القديمة: أرحال أكرط - الرحى - المرغاية مرجل من " تنكرده"..
وفي جانب آخر حضر قطاع الصيد بالشباك و الأسماك المجففة و زيوت السمك، وبعض المنتوجات الزراعية مثل " بصام".
الواضح أن المنتجات الزراعية والسمكية تنتمي للمدينة.
وقال نسوة في المدينة، من داخل المدينة إن المقاطعة تحتوي على أكثر من 10.000 نخلة وفسيلة، وهو حديث معاد حيث ذكره أحد المتدخلين في افتتاح المهرجان.
تعاونيات نسوية من رحم المدينة ظهرت مشاركتهم في المعرض، يبعن الملابس والأواني وبعض الأغراض.
المغاربة شاركن في المعرض ببعض المنتجات والمواد والسلع وزرابي مبثوثة في جنبات الخيمة المخصصة لهم.
وشاركت شركة موريتل في المعرض، دون أن ننسى أنها الراعي الرئيسي للمهرجان حسب لافتة ملصقة على بوابة البلدية.
كما شاركت شركات المياه في المعرض، طيبة..( نسيت اسم الأخرى)..
ومنالمقرر أن تشمل زيارة الوزراء وحات النخيل و بعض المزارع المحاذية للمدينة.
إضافة إلى محاضرات حول السيادة الغذائية والاكتفاء الزراعي، في ظل التنمية المستدامة، كان من المفترض أن تنطلق في حدود الساعة 11 صباحا، لكنها تأرت قليلا بسبب تأخر برنامج الوزراء في الصباح.
وزير الزراغة رفع " أخلخال بيده، مستفسرا إن كان هناك من يستعمله"، فردت عليه إحداهن، هذا ماتل يسعمل بيه الل اعليات الل إكد اعملوه ماتلاو خالكين.
رسائل سياسية متعددة
رغم ارتباط مقاطعة بنشاب سياسيا واجتماعيا بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فإن الرسائل السياسية لم تكن خافية في المهرجان سواء عبر التمثيل الرسمي الكبير الذي مثلت فيه الحكومة بثلاثة وزراء وعدد كبير من المسؤولين القطاعيين، أو عبر رسائل الإشادة التي عبر عنها المنتخبون والشخصيات السياسية المؤثرة في المدينة، والتي تعبر عن جسر سياسي تجاه النظام، الذي ينظر إليه عدد من السكان الأصليين في بنشاب بكثير من الارتياب.
يتواصل مهرجان بنشاب المدينة الهادئة بين المحيط و الصحراء.. وهي تفتخر بعلمائها ورجال أعمالها الذين هم واسطة عقد الاقتصاد الوطني، وتاريخها الحافل بالعلم والتفرد، ففي فجر تاريخها حفر المحسن الكبير امامه ولد صلاخي ولد الشيخ محمد المامي بئرها الأول في بنشاب، وأصرأحد رجالاتها المميززين أحمدسالم ولد صنب على أن يكون بيته مأوى ومستقرا لمدرستها لأولى في العام 1959.
وقد اخترت ختاما لهذا التقرير ب " اكطاع بين علمين من أعلام المنطقة، حيث ضمنا موقعا من مقاطعة بنشاب " ظايت مكت"
بدأ لكطاع الأخوي ب " كاف للشاعر والأديب محمدو مولود ولد احمد الجواد، وبالمناسبة فهو أول معلم في بنشاب( كان معلما في بنشاب هو والشيخ ولد أحمد عيشة رحمهم الله) حيث قال محمد مولود:
منزل علب البور ؤلگوير وام اكراع ؤظاية مگت
ماگط اعلي مگت غير اعلي ذالعام امگت
فقال الشيخ والقاضي والعلم محمد سالم ولد عدود "امطلع الگاف"
گتون ليعات افتون فارجل ليعات إگتون
بالحزم ال بيه امتون تتگطع يخليكم مگت
ذو الليعات ال گتون ما گتون بيه ام الگت
منزل علب البور ؤلگوير...
ملحق:
يقول محمدو مولود في التغزل بسيدات من أهل بنشاب إحداهما تدعى غلات والأخرى تدعة غل:
أتويفليليت يالفكاك أعلي ذا الدهر أغلات
يغير أص لا تسمع ذاك الكبلي من تنيلات
حجلتلي حي فم أمنين حجلتلي غلات أل بين
بنشاب وتير ورين من لمشارب وتبان الات
غل من لمشارب لخرين أكدم تنيلات وغلات
أتويفليليت يالفكاك..
المدير الناشر لموقع الفكر
من محروسة بنشاب.
غرة شهر الله جمادى الأولى 1445هــ