في تأبين ورثاء الوالدة هند بنت محمد عبد الله- محمد سالم بن م عبد الله الجوادي

بسم الله الرحمن الرحيم
 وصلى الله على نبيه الكريم

  في رثاء الوالدة المرحومة بقية السلف  الصالح  هند بنت محمد عبد الله الملقب (الناي ) بن سيد محمد بن حبيب الله:

لو كان يَخلُدُ في  الدّنيا  إلى الأبَدِ 
مَنْ عمرُه عاشه في طاعة الصّمد 

أو حسنِ  خلق وزهدٍ زانه كرم  
أو البشاشةِ للضِّيفان في النّكد 

أو صومِ أرمضة أو التّطوعِ في 
حرٍّ وإحياءِ جوفِ اللّيلِ في كبَد
أو انشغالٍ بذكر الله في سحرٍ 
 او التّحري لصدق القول بالسّند

أو حلِّ معضلة أو جلبِ  منفعةٍ
أو درءِ مفسدةٍ كبرى وطولِ  يَد 

 أو لينِ جانبٍ اَو حبٍّ لأهل تقىً
أو بغضِ أهل الخنا والزّيغِ  والفنَد

لم ترحل اليوم هندُ أمُّنا ولقد
أصيب الاسلام في الأحشاء والكبد

وانْهَدَّ طوْدٌ من التَّقوى ومن ورع 
وانهار ركنٌ من العليا إلى أوَدٍ

فقد مضتْ وخصال الخير تندُبُها
وفُجِّعتْ مُهجٌ بالحزن والكَمد 

كأننا ما سمعنا قبلها بحمىً 
ضَاق الخَناقُ بخطبٍ  غير  متَّئد 

لَكننا بالقضا نرضى فما فعل الْ
جليلُ خيرٌ ولا نُحصيه بالعَدد 

صبرًا جميلاً فما الدُّنيا بدار بقا 
وذا المقامُ مقامُ الصَّبر والجَلدِ

كانت إلى الأمس ترعانا وتٌرْشدنا  
إلى التَّعلم والتَّقوى وترك دَدِ
 
كم ثَمَّ من قيمٍ حسنى  تحضُّ على 
صنائعِ الْبرِ والمعروف والرَّشَد 

مصونة العِرض لا عيبٌ  يدنِّسها
سوى السَّلامَةِ من غلٍّ ومنْ  حَسد  

فاقتْ مكارمُها  أوْجَ السُّها    وبَنتْ
فوقَ  السِّماكين مجدا راسخَ  العمَد 

كم عمَّ نائلُها طلابَ محظرةٍ
وكم تيمَّمها عافٍ على  بُعد 

وكمْ تراها لدى اللَّأواء  ملْجَأنا 
ملجا الأرامل والأيتام في الصَّرَد

وكمْ وكائنْ علينا فرّجت بدعا-
ءٍ مستجاب لهمٍّ داهمٍ  صَعَد

تجزي المُسيئين بالحسنى وتغضبُ إنْ 
  هفوا بهتك حدود الواحد الأحَد 

تعظِّم الرَّب لا ترجو سواه جدىً 
 تزري شكيمتها بقوة  الأسد 

فتلك شنْشِنَةٌ من هندُ نعرفها 
ومن أباةٍ كرامٍ خيرةِ   البَلد 

إن غاب عنَّا محيّاها المنيرُ  فما 
 زالت منَاقِبُها تَرْقَى مَدى الأبَد

أستودعُ الله رمساً ضمَّ أعظُمَها 
طابَ الثَّواءُ لها إذْ قدَّمتْ لِغد

  ربَّاه رحماكَ لا زالت تحيطُ بها 
واغفر لها كرمًا ياواسع  المدد 

مع النبئين في الفردوس موئلها  
واجعلْ لها قبرَها من جنّة الخُلُد 

ودُلَّحُ العفو والرُضوان تغمرُهُ 
تَهمِي شآبيبُها بالثَّلج  والبَرَد 

من  ضمَّة القبر تُنجيها  وتُؤنسُها 
أكرمْ ضيافتها حتى تقول قد

مِن قَرْقَفٍ ورحِيقٍ في الجنان ومِنْ  
أشهى القطوفِ وألْبِسها منَ الجُدُد 

ما دارَ في خَلد الأيام لي فرحٌ 
إلا ودرتِ أيا أمَّاه في خلدي

والحمد لله في الأبنا لنا خلَفٌ
فكلهمْ سيٍّد من سيِّدٍ    سَنَد  

شمٌّ كرامٌ فحدِّثْ عن شمائلهمْ 
في البِرِّ والحلْم والأخلاق و الرَّفَد 
 
وللمعالي سعَوْا  مثل الشًريف وكم 
فرعٍ حكى أصلَه إن هو لم يَزد

لم يفتأ المجدُ فيهمْ تالدا ولهم 
شناشنٌ وسجايا فوق كلِّ نَدي 

لا زال بيْتُهمُ مأوى الغريبِ  ولمْ
يفتأ جَداهُمْ على العافِين في نفد 

ودامَ بُرداهمُ   عِزٌّ    وعافيةٌ
في طولِ عمرٍ بعيشٍ طيبٍ رَغَدِ

يارب  واحفظهمُ  وأولهمْ   نِعمًا 
مع قرة العين في نفس وفي ولد

صلى الإ له  على  طه   وعِترَته 
ما أنَّ لطفك  للرَّاجين  بالرَّصد.